Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 27: الكنيسة شركة مواهب
العدد 27: الكنيسة شركة مواهب Print Email
Sunday, 08 July 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 8 تموز 2007 العدد 27   

الأحد السادس بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الكنيسة شركة مواهب

في رسالة اليوم، وهي رسالة الى اهل رومية، يبيّن الرسول ان الكنيسة كنيسة مواهب مختلفة، كلها معطاة من الروح القدس. يبدأ بولس بذكر موهبة النبوءة التي استمرّت في العهد الجديد وهي إعلان الموهوب مشيئة الله الى الكنيسة التي هو منها. وهي ككل المواهب الأخرى ليست محصورة بالإكليروس. ثم يذكر الموهوب الخدمة ويريد بها التحسس بحاجة الفقراء وتقديم الكنيسة كلها العون لهم. والمعلم يريد به من يعلم العقيدة وأساسها موت المسيح وقيامته ويبني كل تعليم عليها ويشتق كل معتقد في الكنيسة منها.

اما الواعظ فهذا الذي يعرف الحاجات الروحية في الرعية التي يعرفها وتتضمّن الدعوة الى فضائل الانجيل واللوم احيانا على الضعف في تطبيقها. طبعا الواعظ يعرف مضمون التعليم وينبه الى التعلق به اذ منه يجيء التنفيذ العملي.

ثم يدعو بولس الى موهبة التصدُّق او الإحسان لتكون الشركة كاملة فلا يعقل ان نتكلم على المحبة ونهمل الفقراء. امـا مــن يسميه المدبر فهذا الــذي ينظم عمل الاحسان. فالإدارة ليست مجرد تنظيم لتوزيع المال ولكنه قبل كل شيء محبة. فمن احبّ يدير حسنا.

بعد هذه المواهب المتنوعة والتي يسهر الأسقف على مراقبتها وتحسّن أدائها، يربطها بالرحمة التي هي العناية بالكل. وهذا يقود الرسول الى القول ان المحبة تكون بلا رياء وبلا تفريق بين الإخوة ولا تحيز، واخيرا يشدد -توضيحا- على ان نحب بعضنا بعضا حبا اخويا، وهذا ما يبعد التفريق بين الإخوة أحرارا من الحزبية العائلية لأننا جميعا عائلة الآب، وهذا يقود الى ان نبادر بعضنا بعضا بالاكرام فنعلي كل شخص على نفسنا. ثم ينتقل الى ان نكون غير متكاسلين في الاجتهاد اي مجتهدين كل منا باستغلال موهبته، وهذا كله يقتضي ان نكون حارين بالروح القدس الذي يعطينا وحده كل موهبة.

هذا كله يقودنا الى ان نكون عابدين للرب كأبناء له لا كعبيد، فلا عبادة دون شعورنا بالبنوة لله وبأننا عشراء يسوع. ثم يدعونا بولس الى ان نكون فرحين في الرجاء، ونحن عالمون ان الرجاء هو الفضيلة الثانية بعد الايمان. هذا رجاء الى عطية الله وليس الى الآمال الأرضية التي يهبنا الله اياها اذا كانت نافعة للخلاص وراسخة في طلبنا الملكوت. فاذا طلبناه كما قال السيد يعطى لنا كل شيء. يعطينا ما هو للأرض اذا كان نافعا لاقتنائنا الروح القدس. ومن الرجاء ان نكون صابرين في الضيق، وكل ما في العالم ضيق، ولكنا نتحرر منه باتكالنا على الله. ثم يطلب ان نكون مواظبين على الصلاة، ويعني بها الصلاة الدائمة أفي البيت كانت ام في الشارع ام في الكنيسة، والذي لا يصلي في كل وقت تكون صلاته في الكنيسة غير حارة او هو لا ينتبه اليها اذ القداس ينبغي ان يكون في نفسك بحيث تدخل كل جزء منه الى قلبك ليتم القداس فيك ولا يكون فقط عمل الكاهن. ثم يعود الى الإحسان فيقول: “موآسين القديسين (اي المؤمنين جميعا) في احتياجاتهم”. انهم هم مذبح للرب كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم. ومن الموآساة ان نعكف على ضيافة الغرباء التي استقبل بها ابراهيمُ الملائكةَ. وهكذا تنفون صفة الغربة عمن تساعدونهم ويصبح كل منكم قريبا للآخر بالمسيح، أخا له وللمسيح. ثم يختم هذا المقطع من رسالته بقوله: “باركوا الذين يضطهدونكم” ان كانوا وثنيين او كانوا أعضاء في الكنيسة جعــل الشيطــان فــي قلــوبهم بغضــا. وأخيـــرا:  “باركوا ولا تلعنوا”. باركوا تعني ان تستنزلوا بركات الله على كل مخلوق وأن تشترطوا عليه ان يحبكم. المحبة مجانية تأتي من روح الرب الذي فيكم. أن تلعنوا يعني ان تبعدوا النفس الأخرى عن رضاء الله عنها. نجِّ من يلعنك بالبركة حتى يصير قريبا من الله فتجتمعوا في الرب. كل انسان ايا كان يستحق بركة منك لتسلم نفسه من الغضب ويتحول الى ربه بالمحبة التي تكون قد أعطيته اياها.

هذه هي كنيسة المواهب التي يكون فيها كل واحد منا سندا للآخر فيرتفع هيكل الله.

جاورجويس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: رومية 6:12-14

يا إخوة إذ لنا مواهب مختلفـة باختلاف النعمـة الـمعطاة لنا، فمن وُهب النبوّة فليتنبأ بحسب النسبـة إلى الإيمان، ومن وُهب الخدمة فليلازم الخدمة، والـمعلّـم التعـليم، والواعظ الوعظ، والـمتصدّق البساطـة، والـمدبر الاجتهاد، والراحم البشاشـة. ولتكـن الـمحبة بلا رياء. كونوا ماقتين للشر وملتصقين بالخير، محبين بعضكم بعضا حبا أخـويا، مبادرين بعضكم بعضا بالإكرام، غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين بالروح، عابدين للرب، فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة، مؤاسين القديسين في احتياجاتهم، عاكفين على ضيافـة الغرباء. باركوا الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنـوا.

الإنجيل: متى 1:9-8

في ذلك الزمان دخل يسوع السفينـة واجتاز وجاء إلى مدينتـه. فإذا بمخلع ملقىً على سرير قدّموه إليه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال لـلمخلع: ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك. فقال قوم من الكتبة في أنفسهم: هذا يجدّف. فعلم يسوع أفكارهم فقال: لـماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟ ما الأيسر، أن يقال مغفـورة لك خطاياك، أم أن يقال قم فامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أن ابن البشر لـه سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمخلع:  قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام ومضى إلى بيتـه. فلمــا نظـر الجموع تعجّبوا ومجدوا الـلـــه الـــذي أعطـــى الناس سلطانا كهذا.

موهبة الشفاء

كنتُ، منذ بضعة أيّام، أفتّش عن قناة محلّيّة، لأتلقّط ما تيسّر من أخبار بلدنا القاتمة، واستوقفني، على إحدى المحطّات الفضائيّة، قسّيس ينادي بأعلى صوته:

- "أنتَ الذي تراني الآن، تحرّر، تحرّر! لقد شفاك المسيح! قال لك الطبيب (ملاحظة: أطْرَقَ قليلاً)، منذ يومين، إنّ عليك أن تقلع عن التدخين. ثمّة خطر على رئتيك. شُفيت! تحرّر من خوفك، وثقْ. آمين"!

ثمّ بعد دردشة وجيزة مع فتاة كانت بقربه كلّ ما تفعله أنّها، بين الحين والآخر، تخترق كلامه بلفظة "آمين"، هتف ثانيةً:

- "وأنتِ، تحرّري، تحرّري! لقد شفاك المسيح! إنّك مصابة بسرطان الثدي. لقد أجريتِ فحوصًا منذ أيّام (ملاحظة: قال "منذ أيّام" من دون أن يُطرق البتّة!)، وبان مرضك. اذهبي إلى طبيبك، ليعاين شفاءك. ثمّ اتّصلي بنا، واشهدي. آمين. آمين"!

كان ابني البكر قربي. وسمعتُه يصرخ بأعلى صوته أيضًا: "ما هذا؟! ماذا يقول؟!". حاولتُ أن أهدّئ من روعه ببعض توضيح. قلتُ له: "إنّه قسّيس. يمكن أن يكون معمدانيًّا، أو خمسينيًّا، أو عضوًا في جماعة تدّعي إصلاح الكنيسة! فهؤلاء ينظّم بعضهم حفلات بقيادة واحد منهم يدّعي أنّه يملك "موهبة الشفاء". ومعروف أنّهم يمارسون اعتقاداتهم على محطّات التلفزة. إنّهم أغنياء، مقتدرون. وقد تكون هذه المحطّة ملكهم الخاصّ!". وقَبْلَ أن أنهي توضيحي، قاطعني، بقوله: "إنّه يستغلّ آلام الناس. قد يسمعه ملايين البشر. ومن الجائز أن ينطبق كلامه على أحد. هذا غير مسموح!". وتركني، وخرج.

ثمّ أتاني صوت القسّيس من جديد. هذه المرّة، أخذ يشرح خبر "شفاء المرأة النازفة الدم". واستوقفه كلام الإنجيليّ أنّها "أنفقت كلّ ما لها على الأطباء". أعطيتُهُ أذنيّ جيّدًا. لقد أنـكر، في البـدء، دور الأطبـاء. ثـمّ استـدرك إنـكاره بـقـوله: "لـهم دورهـم طبـعًا، لكــنّهم شهود علـــى الشفاء الــذي يعطيــه الـــربّ". وبعــد استطراد طويل على الربّ الذي يشفي الآن، دعا، ثانيةً، اللذين بشّرهما بالشفاء إلى أن يشهدا!

من دون أن نبتعد عن هوس هذه الحلقة، يهمّني أن أقول شيئين: أوّلهما، من الضروريّ أن نراقب أولادنا الذين يقضون وقتًا طويلاً على شاشات التلفزة (وأيضًا على الإنترنت). إذ ليس كلّ ما يُبَثّ، هنا وهناك، بريئًا ونافعًا. كلّ ولد يحتاج إلى توجيه. ثمّة برامج معدّة، لتسمّم عقولنا. الولد بريء، وقد يصدّق ما يراه ويسمعه، ولا سيّما إن كان أبواه بعيدَيْن، أو ما من حوار بينهم! ودور الأبوين الواجب أن يكون لهما حضور دائم في حياة أولادهما، ليقدرا على أن يواجها كلّ ما يتسرّب إليهم من أفكار غريبة، وأن يُساهِما في نقائهم بـ"فكر المسيح".

الشيء الثاني، عوّدتنا بعض الفِرق المسيحيّة أن توهمنا بأنّنا لا نعرف البديهيّ في إيماننا. للربّ قدرة على الشفاء، هذا أمر ثابت في تعليمنا. ولا نحتاج إلى مَنْ يذكّرنا به، ولا سيّما إن كان غريبًا. والغرباء كثر اليوم. ونعرف أنّهم ينظّمون، في مراكزهم، لقاءات يتخلّلها أشفية (كما يدّعون)، ويدعون إليها القاصي والداني. فكثيرًا ما خرجنا من بيوتنا، ووجدنا بطاقة مثبتة على سيّاراتنا تحثّنا على أن نشارك في لقاء يحمل وعدنا بالشفاء. نحن لا يمكننا أن نواجه هذا الهجوم المركّز سوى بوعينا التزامنا الكنسيّ. فالهدف، في الحقيقة، ليس أن نشارك في لقاءاتٍ أيًّا يكن برنامجها!، بل أن نُقتلع من جذورنا، وننضوي إليهم. ومن مقتضيات وعينا، أن نقدّم آلامنا إلى الربّ في وسط جماعتنا. هناك صلوات خاصّة بشفاء المرضى تقيمها كنيستنا. وقد ترك لنا الرسول يعقوب، في رسالته الجامعة، وصيّة ملزمة تحثّنا، إن مرضنا، على أن ندعو "كهنة الكنيسة، ليصلّوا علينا بعد أن يمسحونا بالزيت باسم الربّ" (5: 13- 16).

السؤال، الذي يطرح ذاته، هو: كيف نفهم "موهبة الشفاء" التي عدّها الرسول من ضمن مواهب الروح القدس؟ من دون إطالة، لا يشكّ قارئ مدقّق في أنّ همّ الرسول الأعلى، بتعليمه عن المواهب (أنظر مثلاً: 1كورنثوس 12- 14)، أن يتكلّم على بنيان الجماعة. المواهب ليست عطايا مفصولة عن حياة الكنيسة وشركة أهلها. وهذا يجب أن يعني لنا أنّ خير شفاء نطلبه هو أن نعي عضويّـتنا الكنسيّة. الفِرق المسيحيّة، التي تركّز على حيازتها "موهبة الشفاء"، هي فِرق تتجاوز حقّ الله لكونها تنكر كنيسته وفكرها وشهادتها التي قلبها وقالبها "أن نحبّ بعضنا بعضًا". وفي هذا، يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم ببراعة إنجيليّة: إنّ المحبّة "أصل الفضائل كلّها ومصدرها وأمّها، وإنّ أيًّا من الفضائل الأخرى لا تنفع تُرَّهة إذا ما نقصت هي. إذ إنّ المحبّة هي علامة تلاميذ الربّ، وصفة خدّام الله المميّزة، وشارة الرسل الفارقة. والحقّ أنّه مكتوب: "بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي". بحقّك، قلْ لي، بماذا؟ أبسلطان إحياء الموتى، أم بسلطان تطهير البرص، أم بسلطان طرد الشياطين؟ كلاّ، فقد قال المسيح معرضًا عن ذلك كلّه: "بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي، إذا ما أحببتم بعضكم بعضًا". وبعد أن يؤكّد أنّ المحبّة هي "أيضًا نتيجة الاجتهاد البشريّ"، يتابع جازمًا: إنّ التلاميذ "يُعرفون بالمحبّة، لا بالمعجزات" (في أنّ الله لا يمكن إدراكه، العظة الأولى). هذا سببه أنّ الربّ "أحبّنا فحلّنا من خطايانا بدمه" (رؤيا يوحنّا 1: 5). فإن كانت علامة محبّة الربّ لنا أنّه جاء إلينا ومات عنّا، فما يبيّن أنّنا نخصّه هو أن نسلك بموجب محبّته دائمًا. ثمّة أمر ثابت في المسيحيّة، وهو أن مَنْ يؤمن بموت المسيح عنه لا يطلب تأكيدًا آخر لصدق محبّة الله له. هل يعني هذا أنّه لا يطلب شفاء مرضه مثلاً؟ بلى، يطلب. لكنّه، فيما يطلب، يؤمن بأنّ الله يسوس حياتنا بما يوافق خلاصنا. وهذا يجب أن نقابله بثقة مطلقة به. من الثابت أنّ ثمّة بيننا مَنْ لمسوا تدخّل الله فيما هم مرضى. ليست هذه دعوة إلى قبول المرض، بل إلى دوام قبول إله يحبّنا، ويعرف ما نحتاج إليه أكثر منّا. فإن ثبتنا في أنّه يحبّنا وثبت بعضنا في محبّة بعض، نكون، فعلاً، أصحّاء وخدّامًا لمعجزة المحبّة التي لا تفوقها معجزة.

هل كان الله على فم ذلك القسّيس؟ لسنا بوارد الإدانة. يكفي أن نقول إنّ هذه المهزلة التلفزيونيّة لا توافق فكر المسيح الذي كفانا بأنّه فتح لنا درب ملكوت ليس فيه مرض وموت، بل حياة أبديّة نختبر حقّها في شركة كنيسة ليس مثلها شيء.

“اطلبوا اولاً ملكوت الله وبره”

البارّ سيرافيم ساروف (1759-1833)

مـن آثار الـبار سيرافيم حوار مع رجل اسمه نقولا موتوفيلوف كان قد شفي من مرض خطير بصلوات البار سيرافيم وكان دائما يأتي اليه ويسأله. اليكم مقطعًا من حوارٍ دار بينهما حين كانا ضمن نور عظيم وحلاوة فائقة. قال سيرافيم: يا صديقي، لقد خُلقنا لتسكن النعمة الإلهية في أعماقنا اي في قلوبنا. قال الرب: “ان ملكوت الله في داخلكم” (لوقا 17: 21). يقصد بملكوت الله نعمة الروح القدس. هذا الملكوت هو في داخلنا نحن الاثنين الآن. الروح القدس ينيرنا ويدفئنا، يملأ الجو برائحة عطِرة، يُسعد حواسنا ويملأ قلوبنا بفرح لا يمكن التعبير عنه (وكانا فعلا في هذه الحالة). أكمل البار سيرافيم: يقول الرسول بولس عن ما نختبره الآن: “ليس الروح القدس طعامًا وشرابًا، بل هو برّ وسلام وفرح بالروح القدس” (رومية 14: 17). بالرغم من وضاعتنا، أغدق الرب علينا ملء روحه. لا اظنك بعد الآن ستسألني عن كيف يظهر حضور نعمة الروح القدس في الانسان.

لا تهتم بكوننا انت علماني وانا راهب. يطلب الله اولا قلبًا مملوءًا بالإيمان به وبابنه الوحيد فيرسل نعمة الروح القدس جوابًا على هذا الإيمان. يطلب الله قلبًا مملوءًا حبا به وبالقريب. هذا هو العرش الذي يحب ان يجلس عليه حيث يظهر بملء مجده. “يا بني اعطني قلبك” (أمثال 23: 26). ان قلب الانسان يسع ملكوت السماوات. قال الرب لتلاميذه: “ان أباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون هذه كلها (اي متطلبات الحياة اليومية) اطلبوا اولا ملكوت الله وبرّه وهذه كلها تزاد لكم” (متى 6: 32- 33).

الأخبار

دكتوراه فخرية لسيادة راعي الأبرشية

منح معهد القديس سرجيوس للاهوت الأرثوذكسي في باريس دكتوراه شرف للمطران جورج (خضر) راعي هذه الأبرشية. كان ذلك في المعهد يوم 22 حزيران بعد صلاة الغروب خلال احتفال أكاديمي برئاسة عميد المعهد الارشمندريت أيوب (جيتشا) وبحضور سيادة رئيس الأساقفة جبرائيل رئيس الرعية الروسية في أوربا الغربية وعدد من الاكليروس والأساتذة والـشخصـيات الدبـلومـاسية والكثير من اللبنانيين. اعتـذر رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي عن الحـضور وأرسل كلمة أشاد فيها “بمناقبية المطران جورج ودوره في الحوار بين الأديان”. لم يتمكن رئيس الاساقفة غفرئيل (صليبي) راعي أبرشية اوربا الغربية من الحضور لأسباب صحية لكنه أرسل كلمة وايقونة صدر هدية بالمناسبة. ثم قدّم الأب بوريس (بوبرينسكي) المحتفى به المطران جورج الذي تخرّج من معهد القديس سرجيوس سنة 1952. اخيرًا استلم سيادته شهادة الدكتوراه من عميد المعهد.

ألقى المطران جـورج مـحاضرة بـعنـوان “طبـيـعة الاسلام” بـالفـرنـسيـة عـرض فـيها مـقاربة جـديدة للإسلام تـستنـد الى آثـار المسيـح في الأديـان. وبـعد لمـحة تـاريـخيـة سريـعة عـن العلاقات بـيـن الجـماعتـين، تـطرق الى المـنهج المـقارن لاكـتشاف طـبـيعـة الاسلام، ثـم تـحدّث طـويلا عـن الكعبة والمعتـقدات البـارزة فـيها منـذ الجاهلية، وأكد ان هذا التـوحيد توحيد عربي ولو اتصل بطريقة او بأخرى بالمسيحية واليهودية.

ثم عدّد الأنبياء المذكورين في القرآن ليصل الى العلاقة بين الزمن والأبدية والى التشابه النصّي بين القرآن والمصادر السابقة.

وناقش طويلا الآيات التي ظن الكثيرون انها تناقض الثالوث، وتطرق قليلا الى موت السيد، ثم بحث في الجهاد ثم في الآخرة وكان كل ذلك في روح سماحة كبيرة وحوار.

ويـوم الأحد في 24 حـزيران اشـترك سيـادته في عيـد الرعية الارثـوذكسية الانـطاكية في بـاريس. التـقى كثـيرين من أبـناء الرعـية صغارًا وكبارًا في جـو من الإلـفة والـمحبة والفـرح. كانـت كلمات وترتيل بـالعربية والفرنسية وعزف موسيقي. اختـبروا فعلا معنى ان يـكونوا مـعا في شـركة إيـمانهم بـالمسيح. وقد شدد المطران جـورج في كـلمته على أهـمية روح الشركة في الأرثـوذكسية التـي نـصير بـها بـنعمة الروح القدس جسدًا حيا للسيد.

http://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

 
Banner