Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 32: الروحيات والجسديات في الكنيسة
العدد 32: الروحيات والجسديات في الكنيسة Print Email
Sunday, 12 August 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 12 آب 2007 العدد 32   

الأحد الحادي عشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الروحيات والجسديات في الكنيسة

في هذا المقطع من الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس مناخ جدال حول شخص بولس في هذه الرعية. في بدء الرسالة إشارة الى أحزاب في الكنيسة اذ يقول أحدهم انا لبولس، وآخر انا لأبولّس، والثالث لصفا. في هذا الجو المحموم يقول بولس هنا للمؤمنين: “انتم خَتْم رسالتي”. لفظة خَتْم مستعملة في سفر الرؤيا والرسالة الى اهل رومية. ثم استعملت بمعنى موهبة الروح القدس كما نستعملها اليوم عند إقامة سر الميرون.

بعد هذا يعبر الى القول: “ألعلّنا لا سلطان لنا أن نأكل ونشرب؟”. مع ذلك كان بولس يرفض ان تسنده الكنيسة ماليا ويعمل عامل خيام ليأكل. هذا كان رده على اعتراض أول.

ثم يقول: “ألعلّنا لا سلطان لنا ان نجول بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسل؟”. المرأة الأخت طبعا هي الزوجة وتسمّى أختا لإيـمانها. تـؤكّد الرسائـل انه أثـناء تـبشيره الكنائس لم يـكن متـزوّجا. هل تـزوّج ثم ماتـت امرأتـه فكان في رحلاتـه التـبشيـرية بلا امرأة؟ لا نـعلم على وجه التأكيد.

ثم يبدو من الكلام على إعاشة بولس انه جرت مناقشة حولها. فجاء يؤكّد من العهد القديم والأعراف اليهوديّة وكلام السيّد نفسه انه يحق له ان يعتاش من الكنيسة ولكنه هو الذي رفض (لم نستعمل هذا السلطان بل نحتمل كل شيء لئلا نسبب تعويقا ما لبشارة المسيح).

ماذا نستنتج من هذا في حالتنا الحاضرة في حياة الكاهن؟

اولا- ان كانت له مهنة ما (تعليم، زراعة، الخ...) وكان الدخل منها كافيا، فله ألّا يتقاضى شيئا من الكنيسة ويمكن ان يتقاضى مبلغا رمزيا”؟

ثانيا- معظم الكهنة ليس لهم دخل من بيوت يؤجّرونها او مهنة يحترفونها. فلهم على الرعية حق. من هنا قول الرسول: “ان كنا قد زرعنا لكم الروحيات أفيكون عظيما ان نحصد منكم الجسديات (المال)؟”

هذه المسألة لم تُحَلّ حتى الآن في بعض الأماكن حَلاّ مرضيا لنقصان في محبة المسؤولين العلمانيين (مجلس الرعية) للكاهن. ولعلّ السبب أحيانا فقر الرعية لصغرها. ولكن في كل حال يجب ان يدير المطران الأمور بحيث لا يبقى الكاهن معوزا كما لا ينبغي ان يكون مترفا. هناك ترتيب لا بد منه رسمي وهذا جارٍ في معظم الرعايا.

غير ان الراتب لا يمنع العطاء الفردي للكاهن بمناسبة خدمة إلهيّة وهذا معروف. ولكن الأجمل من هذا أن يعطي المؤمنُ المسؤولَ الروحي هدية مالية من وقت الى آخر دون ان يكون قام له بخدمة ما (كالإكليل او العمادة). لا شيء يمنع أن نعبّر عن محبّتنا له بهذا الإهداء من وقت الى آخر. ولا يظننّ أحد ان المال يتدفّق على الأسقف او القس او الشماس تدفّقًا. فلا تُحرِج احد الإكليريكيين أن يلتمس منك المال التماسا. لا تجعل الاكليريكي متسوّلا. انت تعبّر عن محبّتك بالعطاء على قدر إمكانك وتعبّر عن شكرك للعطاء الروحي الذي يـأتيك مـنه.

جاورجويس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)

الرسالة: 1كورنثوس 2:9-12

يا إخوة إنّ ختم رسالتي هو أنتم في الرب وهذا هو احتجاجي عند الذين يفحصونني. ألعلّنا لا سلطان لنا أن نأكل ونشرب، ألعلّنا لا سلطان لنا أن نجول بامرأة أخت كسائر الرسل وإخوة الرب وصفا؟ ام انا وبرنابا وحدنا لاسلطان لنا ان لا نشتغل؟ من يتجنّد قط والنفقة على نفسه؟ من يغرس كرما ولا يأكل من ثمره؟ أو من يرعى قطيعا ولا يأكل من لبن القطيع؟ ألعلّي أتكلّم بهذا بحسب البشريّة ام ليس الناموس ايضا يقول هذا؟ فإنه قد كُتب في ناموس موسى: لا تكُمّ ثورًا دارسا. ألعلّ الله تهمّّه الثيران، او قال ذلك من أجلنا لا محالة؟ بل إنّما كُتب من أجلنا. لأنّه ينبغي للحارث أن يحرث على الرجاء وللدارس على الرجاء أن يكون شريكا في الرجاء. إنْ كنّا نحن قد زرعنا لكم الروحيّات أفيكون عظيمًا أن نحصد منكم الجسديّات؟ إن كان آخرون يشتركون في السلطان عليكم أفلسنا نحن أَولى؟ لكنّا لم نستعملْ هذا السلطان بل نحتمل كلّ شيء لئلّا نسبّب تعويقا ما لبشارة المسيح.

الإنجيل: متى 23:18-35

قال الرب هذا المثل: يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكًا أراد أن يحاسـب عبيده. فلمّا بـدأ بالمحاسبة أُحضر اليه واحد عليه عشرة آلاف وزنة واذ لم يكن له ما يوفي أمر سيّده أن يُباع هو وامرأته وأولاده وكل ما له ويوفى عنه. فخرّ ذلك العبد ساجدًا له قائلًا: تمهّل عليّ فأوفيك كلّ ما لك. فرقّ سيّد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدّين. وبعدما خرج ذلك العبد وجد عبدا من رفقائه مديونا له بمئة دينار فأمسكه وأخذ يخنقه قائلًا: أوفني ما لي عليك. فخرّ ذلك العبد على قدميه وطلب اليه قائلًا: تمهّل عليّ فأوفيك كلّ ما لك، فأبى ومضى وطرحه في السجن حتى يـوفي الدين. فلما رأى رفقاؤه ما كان حزنوا جدا وجاءوا فأعلموا سيـّدهم بكل ما كان. حينئـذٍ دعاه سيّده وقال: أيّـها العبد الشرير كلّ ما كان عـليك تـركتـه لك لأنّك طلبت إليَّ. أفما كان ينبغي لك أن ترحم انت ايضا رفيقك كما رحمتُك أنا؟ وغـضب سيّـده ودفعه الى المعذِّبين حتى يـوفي جميع ما له عـليه. فهكذا أبي السماوي يصنع بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كلّ واحد لأخـيـه زلّاتـه.

بل طوبى...

في عيد رقاد سيّدتنا والدة الإله (15 آب)، العيد الأهمّ للسيّدة مريم، تقرأ الكنيسة في القدّاس الإلهيّ المقطع الإنجيليّ المستلّ من بشارة لوقا (10: 38-42 و11: 27-28). طبعًا لا تذكر الأناجيل حادثة رقاد مريم أو أيّ حدث من أحداث حياتها، من الولادة إلى الوفاة، سوى واقعة بشارتها من الملاك جبرائيل بولادتها مخلّص العالم المنتظر مجيئه من القديم. ليست مهمّة الأناجيل الحديث عن مريم أو عن سواها من الشخصيّات التي عاصرت الربّ يسوع ورافقته على دروب حياته. مهمّة الأناجيل واحدة حصرًا وهي البشارة بيسوع المسيح ربًّا وفاديًا، وكلّ ما يرد ذكره عن وقائع ساهمت فيها شخصيّات أخرى، كالبشارة واعتماد يسوع من يوحنّا في الأردنّ، إنّما ذُكرت لارتباطها بالأحداث الخلاصيّة التي أتمّها الربّ لأجل خلاص كلّ العالم، بمن فيهم هؤلاء المذكورون في الأناجيل.

يخبرنا المقطـع الإنجيليّ المـذكور أعـلاه بـأنّ امرأةً بعد أن رأت إحدى آيات الربّ يسوع صرخت مادحةً: "طوبى للبطن الذي حَمَلك والثديَيْن اللذين رضعتهما". فأتت ردّة فعـل يسوع قاطعـةً: "بل طوبى للذين يسمعون كلمةَ الله ويحفظونها". لمن الطوبى؟ هذا ما تطـرحه علينا هاتـان الآيتان. والجواب واضحٌ عند الربّ يسوع. فالمـرأة أرادت، كما هي الحال عند العوامّ، امتداح ما هو طبيعـيّ وناتج عن الطبيعة، أي التوالد والتناسل والتكاثـر، وهذه كلّها ليست بفضائل أو قيم، إنّما هي محكومة بعوامل علميّة بيولوجيّة أو سواها. فصوّب يسوع المسألة نحو وجهة أخرى وأكسبها ما يعلي من شأن الإنسان وخياراته الحرّة، إذ قال إنّ الطوبى لا ينالها الإنسان بسبب عاملٍ طبيعيّ، بل ينالها مَن يطلبها مخضعًا نفسه وإرادته لمشيئة الله، وعاملاً بحسب كلمته.

هكذا مريم، والدتـه، والدة الإلـه، التي أنجبـت أعظم الكائنات، اكتسبت عظمتها من خضوعها لكلمة الله وحفظـها لها. فإنْ عدنا إلى فاتحـة إنجيـل لوقا وقرأنا الحـوارين اللذين حصلا بين ملاك البشـارة ومريـم، وبـين مريـم وأليصابات، لوجـدنا أنّ مريم لم تـكن لتـصيـر والـدة يـسوع بـالجـسد لـو لم تـرضَ أن تُـخـضـع إرادتـها لمشيئـة الـله، وهذا جليّ في قـولها: "هـا أنـا أمـَة الربّ، فليكـن لي بحسب قـولك" (لوقا 1: 38). عظمـة مريم تكمـن في أنّها تواضعت وقبلت أمر الله، وكان باستطاعتها أن ترفضه، فالله يحتــرم حرّيـّة الإنسان ولا يفرض عليه أيّ أمـر لا يختـاره بملء إرادته، لذلك رفعها الله إلى أن تصير والدة ابنه الوحيـد بالجسد. وإنْ شئنـا التسلسل الحقـيقـيّ للأحداث، فيمكننا القول إنّ قبـول مريم الخضوع لمشيئـة اللـه يسبق زمنيًّا صيرورتها والـدة ابنـه الوحيد، لا العكس. من هنا تكون الطـوبى لها طوبى لها قولٌ فصلٌ فيها، لا طـوبى مكتسبة فطـريًّا. وهذا ما يشيـر إليه الرسـول لوقـا حين يضـع على لسان مـريم في النشيـد الشهير: "تعظّم نفسي الربّ وتبتهـج روحـي بالله مخلّصي، لأنّه نظـر إلى تواضع أمَته. فها منـذ الآن تطوّبني جميـع الأجيـال" (1: 46-48). نالت مريم الطـوبى من جميع الأجيال منذ اللحظـة الأولى التي رأى فيها الله تواضعـها وقبولها تنفيذ مشيئتـه في الأرض. مريم تسمـع كلمة الله، تستجيـب لها، لا ترفضها، لا تتردّد في اتّخاذ القـرار، قرارها أن تقـول "نعم" بلا تحفّـظ عندما يدعـوها ربّها.

دعوة مريم دعوةٌ موجّهة إلى كلّ إنسان. فمريم هي مثال الإنسان المستسلم لمشيئة الله، وهي الصورة النموذجيّة التي ينبغي لكلّ مسيحيّ أن يكون عليها. فالمسيحيّ مدعو كمريم إلى أن "يسمع كلمة الله"، أي أن ينفّذها في يوميّاته؛ وأن "يحفظها"، أي أن ينقلها إلى الجيل الذي يليه. وهو مدعو كمريم إلى أن يقول في كلّ حين: "أنا أمَةٌ (أو أنا عبدٌ) لله"، مقتديًا بها في تواضعها الجمّ. وهو كمريم مدعو إلى أن يكون الجسد الذي يلد منه المسيح إلى العالم، والمقصود بذلك هو مسؤوليّة المؤمنين عن حضور يسوع بواسطتهم في المجتمعات التي يحيون فيها. وفي هذا السياق، يسعنا القول إنّ دور الأمّ، والأب قياسًا، لا ينحصر في الإنجاب وتأمين المأكل والملبس وأساليب الترفيه للأولاد، بل يتعدّاه إلى تربيته على محبّة الكلمة الإلهيّة والنموّ على قاعدتها. على هذا القصد تكون كلّ نفس مدعوّة إلى أن تكون مريميّة.

ليست القرابة الطبيعيّة بين الأم وولدها هي أهمّ ما يربط السيّدة مريم بابـنها يسوع. إنّـها استحـقّت الطوبـى ليـس لأنّـها أمّـه وحسب، بـل بنــوع خـاصّ لأنـّهـا عـملت بـمشيـئـة الـله. سمـعت كـلمـة الله وعـمـلت بـها منذ

جوابها لملاك البشارة حتّى آخر لحظة من حياتها. وهذا ما يؤكّده الرسول متّى في إنجيله حين قال له أحدهم إنّ أمّك وإخوتك واقفون في الخارج يطلبون أن يكلّموك، فأجاب قائلاً: "مَن أمّي ومَن إخوتي؟" ومدّ يده نحو تلاميذه وقال: "ها أمّي وإخوتي. فإنّ كلّ مَن يعمل مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمّي" (12: 46-50). لقد تخطّت مريم أمومتها الطبيعيّة ليسوع بحسب الجسد، لتصير أمًّا للمؤمنين، وبخاصّة بعد أن كرّسها المسيح أمًّا ليوحنّا الحبيب، أي أمًّا لكلّ مَن قَبِل أن يكون حبيبًا ليسوع.

القديس مَرْكِلّوس

أصله من قبـرص. عاش في سوريا حيث عمل موظفـًا اداريًا. أُعجـب الجميـع بتقـواه وحس العدالـة لديه فانتُخب مطرانًا على مدينة أفاميا خلفًا للمطران يوحنـا الذي اشترك في المجمع المسكوني الثـاني في القسطنطينيـة سنة 381. تقع أفاميا شمالي حماة ولا تزال آثارها العظيمة قائمة حتى اليوم. اهتم المطـران مركلوس برعايـة الشعب والمحافظـة على الإيمـان خوفًـا من بقايا الوثنيـة التي كانت تظهـر بين الحين والآخـر. لما أصدر الامبراطور ثيودوسيوس أمرًا بتدمير كل المعابد الوثنية قام المطران مركلوس بتدمير كل اثر وثني في ابرشيته وبنى مكانها كنائس مسيحية.

دام الصراع مع الوثنية سنوات أظهر مطران أفاميا خلالها شجاعة ومثابرة وتقوى واستطاع بصلاته ان يقضي على معابد وثنية عظيمة لم يستطع العمّال والجنود تدميرها. اهتدى بسبب ذلك كثيرون وأكمل القديس عمله البشاري في بقية الأبرشية بالرغم من مقاومة الوثنيين. أثناء تدمير احد المعابد رآه بعض الوثنيين فقبضوا عليه ورموه في النار. مات القديس مركلوس شهيدًا للإيمان.

القديس مكسيموس المعترف

عـاش القديس مكسيموس في القسطنطينية (اسطـنبـول) في القـرن السادس - السابـع وكان مـثقـفًا جـدا في الفـلسفـة والـلاهـوت. عـمل في السيـاسـة وصـار سكرتيرا للامبراطور هيراقليوس. بعد 3 سنوات ترك كل شيء وصار راهبًا يعيش حيـاة النسـك الشديد. ألّف كتابات في النسك ومحاربة الأهواء والصلاة والمحبة. بعد تشتيت رهبان الدير اثناء الحرب مع الفرس، عاش القديس مكسيموس متنقلا في انحاء الامبراطورية شاهدا للمحبة الإلهية بسلوكه وكتاباته.

لما اصدر الامبراطور وثيقة المشيئة الواحدة وفرض توقيعها على كل المطارنة في محاولة لتوحيد المسيحيين، رفض القديس مكسيموس هذا التعليم لان الارثوذكسية تقول بالطبيعتين الالهية والانسانية في المسيح. لما انضمت الاكثرية الى المشيئة الواحدة بقي مكسيموس وحده ضدهم لا يسانده الا مرتينوس بابا رومية. سيق القديس مكسيموس امام المحاكم لكنه تحمّل التعذيب صابرًا فدُعي بالمعترف. اخيرا قُطع لسانه ويده اليمنى لأنه بها كان يعلّم، ثم نفي الى ان توفي في 13 آب سنة 662.

هذه بعض أقواله في المحبة والسلوك المسيحي عساها تنفعنا في حياتنا:

- أليس مرعبًا ومدهشًا ومذهلًا أن الله الآب لم يَدِنْ أحدًا بل أعطى سلطة الدينونة لابنه الذي قال بصراحة: "لا تدينوا لئلا تدانوا "(متى 7: 1). ويقول بولس الرسول أيضًا: "لا تحكموا قبل الاوان إلى أن يأتي الرب" (1 كور 4: 5). وأيضًا: "لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك" (رو 2: 1). فقد امتنع الناس عن الاهتمام بخطاياهم واختلسوا سلطة الدينونة عن الابن وراحوا يدينون بعضهم بعضًا فانذهلت السماوات لهذا الحدث وارتعدت الأرض، أما هم فما أحسّوا ولا خجِلوا من ذلك.

- إن الحسد الذي تعاني أنت منه يمكنك ان تزيله لمشاركتك الحاسد في أفراحه وأحزانه متمما قول الرسول: "إفرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين" (رو 12: 15).

- واجب ان تحب مِن كل النفس جميع الناس. أما واجب الاتكال والعبادة بكل ما في الإنسان من قوة، فهو لله وحده. وبما أنه حافظنا، فأحباؤه يحيطون بنا وأعداؤنا ينهزمون أمامنا. أما إذا صرف وجهه عنا فحينئذٍ يتسلط الأعداء علينا.

- العمل الخفي يـقضي على المجد الفارغ. والكـبريـاء يـُقضى عـليها بـإرجاع النـجاحات إلى الله. مـَن يـمارس الفضائل بـغية المجد الفارغ اتضح أنه يـمارس المعرفة (يعلّم) بـغية المجدالفارغ أيضًا. مثل هذا لا يعمل أو يعلّم من اجل البنيان، وإنما سعيًا وراء نـيل المجد مـمن يسمعونه أو يـشاهدونه. إن مـيزة الـعلماني في مجـده الفـارغ وكبـريائـه كامـنة في الجمال والغنى والقوة والذكاء.

- إذا شئت أن تكون عادلاً، امنح لكل جانب منك، أعني النفس والجسد، حقه. فللعقل القراءات والمشاهدات الروحية، والصلوات. وللحس المحبة الروحية المعاكسة للبغض. وللشهوة التعفف والإمساك. أما الجسد فأعطه الطعام والأغذية الضرورية.

- إن الكتاب المقدس لا يمنعنا عن شيء أُعطي لنا ولكنه يعاقبنا على عدم استعماله باعتدال، ويصلح طيشنا. مثلاً، لا يمنعنا عن الأكل ولا عن المال وصرفه باستقامة، بل يمنعنا عن الشراهة وحب الفضة وسواهما. فإن وصايا الرب تعلمنا كيف نستخدم الوسائل بطريقة واعية. فالطريقة الواعية في الاستعمال إنما تنقّي حالة النفس، ونقاوة النفس تلد التمييز.

الأخبار

وفاة بطريرك رومانيا

توفي البـطريرك ثـيوكتيست في 30 تـموز الماضي عن 92 عامًا بعد أن ترأس الكنيسة الارثـوذكسية في رومانـيا لمدة 21 سنة. بعد دراسته اللاهوت في بـوخارست انـتُخب مـطرانًا سنة 1950 وخـدم كـعميد لمعهد اللاهوت وراعٍ لأبرشيات عـدة في رومانـيا. أُقيـمت صلاة الجـناز عن روحـه يـوم الجمعة في 3 آب الجـاري في كاتـدرائية بـوخارست بـحضور مـمثلين عـن مـعظم الكـنائس الارثوذكسية والرسميـيـن وحـشد من المؤمنين.

 
Banner