Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 36: الصليب
العدد 36: الصليب Print Email
Sunday, 09 September 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 9 أيلول 2007 العدد 36   

الأحد الذي قبل عيد الصليب

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الصليب

في هذا الأحد الذي نستعد فيه لاستقبال عيد ارتفاع الصليب، تأتي الرسالة الى اهل غلاطية وإنجيل يوحنا كلاهما عنه.

مع ان مجمع اورشليم الرسولي كان قد قرر ان الوثني الذي يعتنق المسيحية ليس عليه ان يختتن فإنه يتقبل الختانة الجديدة التي هي المعمودية، كان بعض المسيحيين الآتين من اورشليم الى كنيسة غلاطية يريدون ان يُلزِموا المهتدين بالاختتان. فرأى بولس ان هذا يعني انهم يرفضون الشهادة من اجل صليب المسيح فقط. والدعاة المتهوّدون يتّهمهم بولس انهم يفتخرون بالذين يقبلون الختان. اما هو فيقول: “حاشا لي ان أفتخر الا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلب العالم لي وأنا صُلبتُ للعالم”. صُلب العالم إزائي اي أَبَدتُ انا عالم الخطيئة فيّ، او اذا كنتُ انا مصلوبا بات العالم خارجا عنّي.

لذلك لا فرق عندي بـين ان يـكون الإنسان مخـتـونًا او لا يـكون، اذ المهم ان يصبح خـليقة جـديـدة مـتــجـددا بــالايــمـان والمــعـمـوديـة. ويـخـتـم بـقـولـه: “لا يـجلب عليّ أحد أتعابا فيما بعد لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع” بالأتعاب التي عانـيتها من أجـله والاضطهادات التي ذقتـها من اليـهود والرومانيـين. فأنا مصلوب الآن وكفـاني.

اما إنجيل يوحنا فيشير الى صعود المسيح الى السماء كنهاية الى كونه نزل من السماء بالتجسّد وذاق آلام الموت، ويؤكّد ان هذا الذي قبُر وقام كان دائما في السماء، وليس من قول عن ألوهيّة السيّد أصرح من هذا.

ويتنبّأ الإنجيل هنا عن ان يسوع سوف يُرفع (بالموت والقيامة) حتى لا يهلك أيُّ من آمن به وتكون له منذ الآن الحياة الأبديـّة، تلك التي سيقول عنها السيد في خطبة الوداع أن نعرف الآب الإله الحقيقي والذي أرسله يسوع المسيح. ويُطَمئن يوحنا الإنجيلي قرّاءه ان الله لم يرسِل ابنه الوحيد الى العالم ليدين العالم (هذا سيكون فيما بعد). ولكنه أرسله ليخلّص به العالم اذا عرف هذا العالم انه محبوب وعلامة محبوبيّته ان ابن الله انما جاء ليموت عن العالم ليعطيه الحياة التي فيه اي الحياة الإلهية بالنعمة.

فإذا تـكلّمنا بـعد أيام قـليلة عن ارتـفاع الصلـيب، لا نـكون فقط معيـّدين لرفـع الصليـب في أورشليم بعد ان استـعاده الإمبراطور هرقل من الفرس الذيـن كانوا احتـلّوا فلسطيـن وكانـوا قد أخذوه الى بلادهم فاستـرجعه الروم وأعادوه الى مكانـه اي كنـيسة القيامـة، انـما نـكون متـقبّلين الفكر الذي بــدا في هذا المقطع مـن الرسالة الى أهل غـلاطـية والمقطع الذي من إنجيل يوحنا.

المسيح هو وحده المخلّص ولا يخلص الإنسان بالشرائع الطقسية كالختان التي وضعها موسى، فاليهودي المهتدي والوثني المهتدي واحد في المعمودية التي ينضم فيها الى سر موت السيد وقيامته وصعوده من بين الأموات.

ماذا يـنال المؤمن بـمعموديـّته وتـنفيـذها في العمل الصالح؟ يـنال الخلاص من الموت والخطيئـة، وهذا ما يـدعوه يـوحنا الرسول الحيـاة الأبـدية التي تـقيم فـيـنا ملكوت الله مـنـذ الآن وتستمر معنا بـعد الموت وبـعد القيـامة العامة وهي تـعطينا الطمأنـينة الى أن يسوع هو مخلّصنا اليوم والى الأبد.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: غلاطيـة 11:6-18

يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها اليكم بيدي. ان كل الذين يريدون ان يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم ان تَختتنوا، وانما ذلك لئلا يُضطهدوا من اجل صليب المسيح، لأن الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل انما يريدون ان تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. اما انا فحاشى لي ان أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المـسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنه في المـسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سـلام ورحمة، وعلى اسرائيلِ اللهِ. فلا يجلبْ عليَّ احدٌ اتعابا فيما بعد فإني حامل في جسدي سِماتِ الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المـسيح مع روحكم ايها الإخوة، آمين.

الإنجيل: يوحنا 13:3-17

قال الرب: لم يصعد احد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن البشر الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي ان يُـرفع ابن البشـر لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه هكذا أَحَـبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العـالم بل ليخـلِّص به العالم.

صليب الربّ

في الأدب المسيحـيّ، الصلب حـدث تـنازليّ يـلازم الربّ. فالـربّ لا يُـفـرض عـليـه وضع. يـتـنازل. وإن سطع تنازله على رابية من روابي أورشليم، فهذا يعني أنّه المتنازل إلى أقصى الحدود دائمًا. بهذا المعنى، قال الربّ: “أبذل نفسي لأنالها ثانية. ما من أحد ينتزعها منّي، لكنّي أبذلها برضاي. فلي أن أبذلها، ولي أن أنالها ثانية” (يوحنّا10: 17 و18).

كيـف نــفـهم هــذا الكـلام بـبساطـة؟

إذا تأمّلنا حياة الربّ في البشرة، نراه يبادر إلينا دومًا. لا يثنيه عن مبادرته أيّ أمر مهما كانت صعوبته بالغة. يحبّنا، ويريد أن يخطبنا. يريد أن “يزفّنا إلى نفسه كنيسة سنيّة لا دَنَسَ فيها ولا تغضّن” (أفسس 5: 27). إنّه بهذا المعنى المصلوب حبًّا. صليبه يظهر في حلّه وترحاله. في التعب، يظهر (يوحنّا4: 6)، وفي الفرح أيضًا (يوحنّا 2: 1- 11). ويظهر لا سيّما منذ أيّامه الأولى (لوقا 2: 35). فإن كان هدف مجيئه أن يُعدّنا لنفسه، فهذا يعني، واقعيًّا، أنّه المُعَدّ للذبح قَبْلَ فجر التاريخ. فالعرس، الذي جاء السيّد ليتمّه معنا، لا يكمل سوى بالدم.

من بين الإنجيليّين الأربعة، ينفرد يوحنّا، ببلاغة مذهلة، بتصويره أنّ خطر الموت يواجه الربّ منذ لحظات ظهوره الأولى، أي أنّ أوان العرس يلوح من بعيد. ففي مقدّمة إنجيله، يقول فيه: “جاء إلى بيته، فما قَبِلَهُ أهلُ بيته” (1: 11). ويسجّل ما قاله المعمدان عنه إلى اثنين من تلاميذه: “هوذا حَمَلُ الله” (1: 36). وفي أوّل صراع للربّ مع اليهود، يورد جوابه عن سؤالهم: “أيّ آية ترينا حتّى تعمل هذه الأعمال؟”، أن: “انقضُوا هذا الهيكل أقمْهُ في ثلاثة أيّام” (2: 18 و19). ويفسّر (يوحنّا) كلامه: “أمّا هو، فكان يعني هيكل جسده” (2: 21). ولم يخفِ الإنجيليّ، في غير موقع، أنّ اليهود يريدون قتل يسوع (5: 16 و18، 7: 1). ويذكر أنّ الربّ واجههم بهذا علنًا (7: 19، 8: 37 و40)، وأنّ كلامه ردّده “قوم من أورشليم” (7: 25)، ما يعني أنّ الأمر بات يعرفه العموم.

هذا كلّه مكتوب لخلاصنا. ولكنّه لا يسمح لنا بأن نعتقد أنّ بشريّة الربّ كانت خاضعة للموت خضوعًا “طبيعيًّا”، أي كما نموت نحن جميعًا. فتعليمنا المسيحيّ يبيّن أنّ بشريّـته خالية من الخطيئة. وهو، بـهذا المعـنى، منـزّه عن الموت. وإذا تنازل حتـّى إلى الصليـب، فلكونه رضي أن يموت، واختار أن يموت، وقرّر أن يموت. الربّ يعلم أنّ العدوّ الحقيقيّ للإنسان هو الموت. الإنسان يخاف الموت، ولذلك يرتكب الخطايا (عبرانيّين 2: 15). وهذا يجعل موت مَنْ لا يموت موتًا خلاصيًّا، أي مُحييًا. الربّ تنازل إلى الصليب، ليقيمنا من كلّ موت. هكذا نراه في كلّ كلماته وأفعاله. يريدنا أحياء. يعرف أنّ الموت يخيفنا كثيرًا. ويريد أن يهدم خوفنا، ويبني حياتنا على أساس حياته المحيية.

ربّ قارئ يسأل: إذا كان الربّ قد أحيانا، فلماذا ما زلنا نموت؟ وهذا، في واقع الحال، سؤال غريب عن فكر المسيحيّة العريقة التي أدركت أنّ العلاقة بالربّ علاقة فرح، أي إخلاص ينشئ فرحًا. لم يعتبر المسيحيّون، على مدى أجيالهم، أنّ الموت الجسديّ هو الموت الكامل. فالموت يمكن أن يضرب الإنسان وهو حيّ يُرزق. الموت الكامل هو الخطيئة التي تفصل الإنسان عن الله. إيماننا بأنّ الربّ اختار صليبه، ليحيينا، يلزمنا أن نتيقّن بأنّ الموت هو أن يرفض الإنسان حياة الله (رومية 5: 14- 17). إذ ما من قيمة لحياتنا إن لم نؤمن بأنّ المسيح إنّما جاء ليفدينا من بُعدنا الذي هو الموت الحقيقيّ والوحيد الذي يرمينا في ظلمة الانعزال والوجع والخوف والعبوديّة.

لقد اختار الربّ صليبه ليس حبًّا بالألم، بل حبًّا بنا. هذا ما يجب أن يأخذنا في تتبّعنا حياة السيّد المحيية.

القديسة ثيوذورا

عاشت في الإسكندرية في مصر حوالى سنة 472 وكانت متزوّجة من رجل طيّب اسمه بافنوتيوس. في احد الأيام خانت ثيوذورا زوجها وارتكبت الزنا. شعرت فورًا بتوبيخ الضمير ولم تعد الى البيت بل ارتدت ملابس رجل وتوجهت الى الدير طالبة التوبة في الحياة الرهبانية. قبلها رئيس الدير باسم ثيوذور. عاشت سنتين في التقشف والصلاة الحارة طالبة المغفرة. وشى بها بعض الرهبان حسدًا قائلين ان الاخ ثيوذور اقام علاقة مع احدى نساء القرية وحملوا طفلا رضيعا الى باب الدير قائلين انه ثمرة هـذه العلاقـة. لم تـجب ثـيـوذورا بـكلمة على كل الاتـهامـات الموجـهة اليـها. ولما طُردت من الديـر، حـملت الطـفل معها وعاشت معه على مقربة من الدير في الفقر الشديد وهي تداوم على الصلاة والتضرع. بعد سبع سنوات، سمح لها رئيس الدير بالعودة الى حياة الرهبنة فعادت ومعها الولد الصغير الذي كان بمثابة ابنٍ لها تُعلّمه الصلوات وكيفية اقتناء الفضائل الانجيلية. بعد عودتها ضاعفت جهودها في الصلاة والصوم والسهر والطاعة والاتضاع. يوم وفاتها عرف رهبان الدير سرّها فندموا على ما فعلوا بها وقدّموا الشكر لله على توبتها وصبرها وتحملها كل شيء. تقوّت ثيوذورا بالنعمة الالهية فتغلّبت على ضعف طبيعتها وميلها للوقوع في الخطيئة. تعيّد لها الكنيسة في 11 أيلول.

شهوة المال

كان هناك راهب غيور سمع عن شجرة يسكنها شيطان ويعبدها الناس فدفعته غيرته الكبيرة الى ان يذهب ويقاتل هذا الشيطان الذي ضل كثيرين.

قال له الشيطان: ما دخلك بي؟ دعني وشأني. لماذا تريد أن تقطع هذه الشجرة؟

فقال الراهب: كيف أتركك تُضلّل الناس وتُبعدهم عن عبادة الإله الحقيقي؟

قال الشيطان: يا أخي ماذا يهمك ما دمتَ لا تعبد الشجرة؟

قال الراهب: من واجبي أن أُنقذ الناس منك ومن أمثالك.

وهنا دارت معركة بين الراهب والشيطان حتى تمكن الراهب منه بعد ساعة، فصرخ الشيطان: اتركني وانا أضع تحت وسادتك دينارًا ذهبيًا كل صباح. حينها تراجع الراهب وقد أعجبته الفكرة، ووافق. وتوالت الأيام حتى كان ذلك اليوم لما رفع الراهب وسادته فلم يجد شيئا، فثار وهاج وحمل فأسه وذهب ليقطع الشجرة.

فاعترضه الشيطان وتصارعا ثانية. ولكن في هذه المرة تغلب الشيطان على الراهب ممسكا إياه من عنقه. فتساءل الراهب لماذا لم يستطـع ان ينتصر مجددًا؟

أجابه الشيطان ساخرا: المرة السابقـة كنـتَ تـحـارب مـن أجـل الـله. امـا الآن فأنـت تـحارب مـن أجـل نـفسك، وشتـّان بين الهـدفـيـن. فـاتـرك يا صديـقـي قـطـع الشجرة لمن لا تغريه شهوة الدنانير.

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع كتاب جديد باللغة الفرنسية من تأليف كوستي بندلي عنوانه Ombres et splendeurs de l’esprit d’enfance هو واحد من سلسلة “الإيمان والعلوم الإنسانية”. يبحث المؤلف علميًا في موضوع الايمان والطفولة: الأبعاد الروحية للطفولة، الطفولة والنضوج، روح الطفولة هي غير “الولدنة” وغيرها. يشرح المؤلف معنى قول السيد: “ان لم تصيروا مثل مثل هؤلاء الصغار لن تدخلوا ملكوت السموات” (متى 3:18). الكتاب غني بالملاحظات والمراجع. عدد صفحاته 192. ثمن النسخة 10000 ليرة لبنانية. يُطلب من دار المطرانية ومن مكتبة سيدة الينبوع.

الأخبار

دير القمر

أقام سيادة راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس صلاة الغروب مساء الجمعة 24 آب في كنيستنا في دير القمر التي يعود بناؤها الي سنة 1865. وكان القائم بالخدمة الإلهيّة قدس الأب غسان (حداد)، كاهن عين دارة، وذلك بحضور عدد كبير من المؤمنين جاؤوا من أنحاء مختلفة من المناطق. سيّدة النجاة هذه، رعيّتها الحاضرة المقيمة (صيفًا وشتاءً) مؤلّفة من 6 عائلات ما عدا العديد من أبنائها المقيمين في بيروت والمهاجر.

وبعد الصلاة انتقل الحضور الى قاعة الكنيسة للضيافة. ويجدر بنا أن نذكر أن هذا المجمّع الأرثوذكسي أُقيم فيه مؤخّرًا بيتٌ لكاهن.

عيد قطع رأس يوحنا المعمدان

لمناسبة عيد قـطع رأس القديس يوحنا المـعـمـدان، تــوجّــه سيــادة راعــي الأبـرشـيــة المـطـران جاورجيوس مساء 28 آب الى دير القديس يوحنا المعمدان - دوما، حيث رئس صلاة الغروب والخبزات الخمس. وصباح الـ 29 أقام الخدمة الإلهية في كنيسة الدير بحضور الراهبات والرهبان والعديد من المؤمنين. ألبس سيادته احدى الأخوات الإسكيم الرهباني وصيّر اثنتين مبتدئتين.

ألقى سيادته عظة في صلاة الغروب تكلم فيها عن قول إشعياء النبي الذي قاله الإنجيل عن يوحنا المعمدان: “صوتُ صارخٍ في البرية”. وخلال القداس ألقى عظة مما جاء فيها: “يا إخوة قتل يوحنا المعمدان مأساة ترمز إلى كل اعتداء يتم بين من يقول الحق ومن يرفض الحق، تـرمز إلى أن الذين يكذبون لا يريدون أن تُكـشف خطاياهم، يقتلون أحيانًا حامل الحق أو يعذبونه أو يـفترون عـليه. بـكلام آخر، كاشف الحـق شهيـد على نـوع من الشهادة.

يريد الكتاب الإلهي أن ننتبه إلى العفة وحفظ الذات والوقار والورع وخوف الله. أن نَدَع أنفسنا في يدي الله وليس في شهواتنا. هي دعوة لكفاح الشهوة باستمرار وما يُسمّيها آباؤنا الهوى، وهي هذا الانجرار وراء الميول الداخلية الصارخة فينا. وكل إنسان له هواه أو عدة أهواء. وبيّن لنا النساك كيف نحارب هذه الشهوة بأن نكون مستعدين للموت ليس فقط من أجل المسيح، بل من أجل ما يترجم يسوع في حياتنا، أي نموت شهداء الفضيلة إذا طُلب منا عكس ذلك وهُددنا.

المهم يا إخوة أننا إذا سلكنا في طريق الإنجيل أن نقتنع بهذا، وأن ننذر العفة، وقد يجرَّب الإنسان ضدها في اي مكان وُجد. المهم أن يقتنع بأن هذه الفضيلة المنذورة هي طريقه إلى المسيح. أن نتبنى المسيح كما تبنانا، هذا هو الأمر الأساسي ونجعله في داخل النفس، وان نشهد له في الكلام وفي التعليم وفي السلوك وفي نقاوة القلب، وأن نذهب إلى الآخر إذا اقتضى الأمر، وأن نكون شهودًا في الحياة الطاهرة، في يومياتنا، في الرحمة، في اللطف.

وفي هذا كان يوحنا آخر شهيدٍ وآخر نبي في العهد القديم، ودمه الذي سُفكَ هيأ للدم الذي سيبذله يسوع المخلّص على الصليب.

 
Banner