Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد02: النعمة
العدد02: النعمة Print Email
Sunday, 09 January 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 9 كانون الثاني 2011 العدد 2 

الأحد الذي بعد عيد الظهور الإلهي

رَعيّـتي

كلمة الراعي

النعمة

يـعـطـي اللـهُ نفسَـه إيـانـا بالنعـمـة. فـكمـا أَوجـدَنا بالخلْق الأول، يوجدُنـا بالخلْق الثـانـي أي بالخـلاص الذي تـمّـمـه بابنـه ويـحـمـلـه إلينا الروح القـدس فـي الكنـيسـة. ويعبـّر بـولس الـرسـول عـن نـزول هذه النعمـة علينـا بقـولـه: “لما صعـد الى العُلـى سبـى سـبيـا وأَعطـى النـاس عـطايا”. المعنـى انـه عنـد صـعـوده الى السمـاء بالجسـد بعـث إلينـا بالـروح القـدس الذي يوزّع علينا كل عطايا الثـالـوث القـدوس. ويـؤكـد الرسـول هـذا المعنـى بقـولـه ان المسيـح نـزل الى أسـافـل الأرض بمـوتـه ودفنـه، وبعد هذا جاء الروح القـدس بالعنـصـرة.


ان الـرب يسـوع بعـد صعـوده يمـلأ كل شيء من نعمتـه التي هـي عطاء الـقـداسـة وتـوزيـع مسـؤوليـاتنـا في الكنيسـة، فـقـد جـعـل “البعـضَ رسـلا”، وهم الإثنا عشـر أولا، وهم كذلك مَن يُـرسلهم الى الكنـيسة المحلّية التـي هم فيها ليُذكّـروها بمتطلبـات الله منـها ويُثيـروا فيـها التـوبـة. والآخـرون “أنبيـاء” في العهد الجديد بحيث يحثّون الكنيسة لتزداد محبة ليسوع المسيح وليرشــدوها اليــه. “والبـعض مبـشّرين” يـقـولـون كلـمـة الله ويـفسـّـرونـهـا مستنـديـن الـى الكـلمـة الكـتــاب المقــدس.

و”البعـض رعـاة” أي كهنة او أساقفة، ويـرعـون المؤمنين بكلمـة اللـه وليـس بكلـمات مـن مـزاجـهـم. يقـولـون فـقـط كلمـة اللـه. وامـا “المـعـلّمون” فهُـم الـذيـن يعـرفـون العقيـدة بشكـل منسّـق ومـوحّـد، وعلـى العـقيـدة تسـتـنـد لتـتـمكّـن مـن التبـشيـر والحـثّ علـى التـوبـة.

غايةُ كل هذا “تكميل القديسين” وهم المؤمنون المسمّـون كذلك لأنهم تقـدّسـوا بالمعمـوديـة والميـرون وتنـاول جسـد الـرب وفـهـم الكلمـة. كلهـم معـا يقـومـون بخـدمـة واحـدة ذات هذا الشكل او ذاك. مجمـوعـة هـؤلاء المـؤمنـين يبـنـون جسـد المسيـح. إنـهم هـم جسـد المسيـح اي حضور المسيـح كاملا في الكنـيسـة والمـجـتـمـع.

قوله: “الى أن ننتهي جميعا الى وحدة الإيمـان ومعـرفـة ابـن اللـه” بحيـث لا ننـقسـم ولا نُـدخـل الى الجماعة أفكارا ضد الإنجيل وهـي البدَع التي دحـضتها الكنيسـة. وإذا صرنـا مستقيمـي الـرأي نـؤمـن بمـا ورد في دستـور الإيمـان وتعـليم آبـائنـا، نصـل الى “إنسـان كـامـل الى مقـدار قـامـة مـلء المسيـح”. المعنى أننـا نصبـو الى الكمال الروحيّ الذي يجـعلنا نـاميـن مثل قامـة المسيـح اي نصـبـح واحـدا فيـه وعـلى قـدّه، نـتمـاهـى مع السيـد المبـارَك بحيث إنّ مـن رآنـا يكـون قـد رأى الـمسيـح.

يُقـرأ هـذا النـص بعـلاقتـه مع الظهـور الإلهي (الغطاس) لنقـول ان المعمـوديـة هي بـدء الحيـاة الجـديـدة فـي المسيـح، وانهـا وعـد الكمـال وظهـور الإنسان الجديد على مثال ظهور المسيح اذ نلبـس المسيـح في المعمودية لنصير على شبهـه، ونفهم أن العمـاد لـم يكـن طقسـًا عـابـرًا ولكنـه استمـرار المـواهـب التـي نـزلـت علـينـا بالـروح القـدس لمّـا مُسحنـا بالميـرون.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أفسس 7:4-13

يا إخوة لكل واحد منا أُعطيت النعمة على مقدار موهبة المسيح. فلذلك يقول: لمّا صعد الى العلى سبى سبيا وأعطى الناس عطايا. فكونه صعد، هل هو إلا أنه نزل أولا الى أسافل الأرض؟ فذاك الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء، وهو قد أَعطى أن يكون البعض رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشّرين والبعض رعاة ومعلّمين لأجل تكميل القديسين ولعمل الخدمة وبنيان جسد المسيح الى أن ننتهي جميعنا الى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله، الى إنسان كامل، الى مقدار قامة ملء المسيح.

الإنجيل: متى 12:4-17

في ذلك الزمان لما سمع يسوع أن يوحنا قد أُسلم، انصرف الى الجليل وترك الناصرة وجاء فسكن في كفرناحوم التي على شاطئ البحر في تخوم زبولون ونفتاليم ليتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: أرض زبولون وأرض نفتاليم، طريق البحر، عبر الأردن، جليل الأمم. الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. ومنذئذ ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات.

القدّيس هيلاريون أسقف بواتييه

وُلد القدّيس هيلاريون (+368)، الذي تعيّد الكنيسة ذكراه في الثالث عشر من شهر كانون الثاني، في بواتييه (Poitiers) في ولاية أكيتانية (غربيّ فرنسا الحاليّة)، بين عامَي 310 و320. ويُرجَّح أنّه كان من أُسرة شريفة وثنيّة، وأنّه اهتدى واعتمد في سنّ البلوغ، كما يوضح هو نفسه في كتابه "في الثالوث". وتشهد كتاباته على ثقافته الخطابيّة والأدبيّة والفلسفيّة العميقة. أمّا اهتداؤه إلى الإيمان المسيحيّ فكان نتيجة مسيرة روحيّة شخصيّة سعى فيها إلى البحث عن الحقيقة ومعنى الحياة والإله الحقيقيّ. فاكتشف كلّ ذلك في الكتاب المقدّس وفي الإيمان بيسوع المسيح، وهكذا انتقل من الوثنيّة ومن الفكر الفلسفيّ المحض إلى المسيحيّة. وبـحسب شهـادة كاتـب سيـرتـه، فيـنانسيوس فورتوناتُس، كان هيلاريون متزوّجًا ووالدًا لفتاة تدعى أبرا.

يقول هيلاريون إنّ اهتداءه حصل بعد أن قرأ فاتحة إنجيل يوحنّا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله، وإلهًا كان الكلمة"، التي وفْق قوله "قد جعلت فكره يتجاوز حدوده". فأَدرك هيلاريون أنّ "الكلمة صار جسدًا حتّى يستطيع الجسد بوساطته أن يرتفع إلى الله. فالجسد الذي لبسه هو جسدنا، وعندنا يسكن... هذه الحقيقة أنّ كلمة الله كان في البدء عند الله، وأنّ الكلمة صار جسدًا وسكن في ما بيننا، آمنتُ بها بكياني كلّه. وذلك ليس لأنّي فهمتُها، بل لأنّي اعتقدتُ أنّي سأفهمها حالما أُومن بها".

قاوم هيلاريون الهرطقة الآريوسيّة، وعندما بدأت سيطرة الهرطقة على كنيسة غاليّة (فرنسا الحاليّة) هبّ هيلاريون للدفاع عن الإيمان المستقيم في الغرب كما فعل القدّيس أثناسيوس الكبير (+373) في الشرق، فدُعي "أثناسيوس الغرب". وفي العام 356 أصدر الإمبراطور قسطنديوس، الراغب في نشر الآريوسيّة في كلّ بقاع المسيحيّة، أمرًا بنفي هيلاريون إلى منطقة فريجية في آسيا الصغرى (تركيا الحاليّة). وهناك وضع أهمّ مؤلّفاته "في الثالوث". وبعد عودته من النفي إلى غاليّة، سعى هيلاريون إلى ردّ الأساقفة الذين سقطوا في الآريوسيّة. ولم يكن قطّ متصلّبًا مع الناس. كان أمينًا لعقيدته، ولكنّه عمل على نشرها باللطف والموعظة الحسنة.

كان هيلاريون حريصًا على اكتساب المعرفة وممارسة التعليم، وبخاصّة حين يتصّل الأمر بمحاربة التعاليم الخاطئة. وكان في الوقت عينه حريصًا على تناغم أفعال معلّمي الكنيسة مع أقوالهم، فيقول: "نحن المكلَّفين بإطلاع الناس على كلام الله، يليق بنا أن نكون أهلاً لهذه المهمّة. نحن أداة الروح القدس الذي يدوّي كلامه في أقوال متنوّعة. فلنحذرْ أن نقول شيئًا دنيئًا. ولنتذكّرْ هذا القول: ملعون كلّ مَن يقوم بعمل الله بإهمال". ويعتبر القدّيس هيلاريون أنّ "الخطيئة ضدّ الروح القدس"، التي لا تُغفر لأنّها تقطعنا عن الخلاص، تقوم على عدم الاعتراف بإنسانيّة يسوع وألوهته معًا: "الرحمة تجفّ، إذا أُنكر الله في المسيح".

يـتـحدّث هيلاريون في كتابه "في الثالوث" عن استحالة أن يعرف الإنسان الله إلاّ عبر طريق الإيمان والعبادة: "إنّنا نعرف الله معرفةً كاملة عندما نعلم أنّه يستحيل علينا أن نعرفه بل حتّى أن نعبّر عنه. الإيمان يعرفه، والعبادة تعرفه، وهي وحدها تستطيع أن تعبّر عنه". ويعتبر هيلاريون أنّ هذا الإيمان بالثالوث، بالآب والابن والروح القدس، والإيمان بالكلمة المتجسّد، قد أخذه من الحقيقة الموحى بها في الكتاب المقدّس والتي يجب قبولها كما هي من الله. ففي هذا السياق يقول: "لديّ شاهد أكيد على إيماني وهو الذي يقول: يا أبتاه، كلّ ما هو لي هو لك؛ وما هو لك هو لي (يوحنّا17: 10)".

لا يتوانى هيلاريون عن التذكير بأهمّيّة الصلاة والعيش بمقتضياتها: "يجب أن نصلّي، يجب أن نبحث، يجب أن نقرع". وتزداد ضرورة الصلاة واللجوء إليها حين ينهمك المرء في نهل المعرفة اللاهوتيّة، لأنّ خطر الوقوع في الهرطقة يصبح أقوى وأشدّ. لذلك يتضرّع هيلاريون إلى الربّ قائلاً: "أعطني، أيّها الربّ الإله، معنى الألفاظ الحقيقيّ، ونور العقل والإيمان بالحقيقة، حتّى أعرف كيف أقول للناس ما أومن به". وآمن هيلاريون أيضًا بأنّ الكنيسة، مهما اشتدّت عليها الصعاب وازدادت فيها البدع، لا يستطيع أحد أن يغلبها: "ما هو عجيب في الكنيسة هو أنّ كثيرين لا ينفكّون يضطهدونها، ولكن لا أحد يستطيع أن يغلبها. وهذا حقًّا أمر رائع: فيها علاجات بقدر ما فيها من أمراض، وفيها حقائق بقدر ما فيها من أضاليل متنوّعة".

في كتابه الأخير "الردّ على أفكسَنديوس (أُسقف ميلانو الآريوسيّ)" يظهر موقف هيلاريون الصلب في ترسيخ الإيمان المستقيم ضدّ الآريوسيّة. فيقول: "لا يمكنني أن أتمنّى السلام إلاّ مع الذين يتمسّكون بإيمان آبائنا ومعموديّتهم، ويحرمون الآريوسيّين ويُعلنون أنّ المسيح إله حقيقيّ". وقد كان رجاؤه بالمؤمنين أعظم من خيبته ببعض الأساقفة الهرطوقيّين: "إنّ آذان المؤمنين الذين يحفظون صيَغَ إيمان معموديّتهم هي أقدس من قلوب أساقفتهم (المنحرفين)". وفي فقرة أخرى يقول: "لقد تجلّت قدرة الله: فذاع الإنجيل في اللحظة التي أُعيق فيها (بسبب الهرطقة) انتشارُه أكثر إعاقة".

لقد أدّى هيلاريون الشهادة حتّى آخر رمق من حياته، وهـو نـفسه يـُذكّر سامـعـيه بـثـقة عـالية: "قلتُ ما أُومن به. أَتممتُ واجبي كجنديّ للكنيسة، إذ أَسمعتُكم صوت أسقف، وهذا الصوت ما هو إلاّ صدًى لصوت الكنيسة ولتعليم الرسل". هذه الشهادة التي اقترنت بحسّ رعائيّ صميم مع معرفة لاهوتيّة صافية جعلت هيلاريون أُسقفًا عظيمًا وأبًا من آباء الكنيسة الذين بوساطتهم استمرّ عمل الروح القدس إلى أيّامنا الحاضرة.

القديس غريغوريوس أُسقف نيصص

تُعيّد كنيستنا غدًا لأحد آباء الكنيسة الكبار، القديس غريغوريوس النيصصي. هو الابن الرابع لعائلة مميزة، عائلة قديسين. والده القديس باسيليوس الأقدم ووالدته القديسة أميليا، أخته الكبرى القديسة مكرينا وأخوه الأكبر القديس باسيليوس الكبير. ولد حوالى سنة 331 في قيصرية الكبادوك، وتربّى في جو من العلم والتقوى. لم يقصد مراكز العلم كأخيه الأكبر، لكنه تتلمذ على يد والده، وتمكّن من العلوم والفلسفة والأدب، وصار استاذًا للبلاغة وتزوج. بعد بضع سنوات، وتحت تأثير أُخته الكبرى، التحق بالجماعة الرهبانية التي أسسها أخوه القديس باسيليوس الكبير مع صديقه القديس غريغوريوس اللاهوتي، وهناك تعمّق في الإيمان والحياة الروحية وفي دراسة الكتاب المقدس.

لما صار القديس باسيليوس مطرانا على قيصرية، جمع حوله من يمكنه الاتكال عليهم لمواجهة اضطهاد الامبراطور فالنس الميّال إلى الآريوسية، ومن بينهم غريغوريوس الذي صار أُسقفا على مدينة صغيرة اسمها نيصص. كان القديس غريغوريوس النيصصي (نسبة الى نيصص) متواضعا طيّب القلب فوقع في فخ الآريوسيين الذين اتّهموه بشتى التهم الكاذبة: سرقة مال الكنيسة، وسيامات غير قانونية. جمعوا مجمعا في غيابه وأقالوه من منصبه بمساعدة الوالي. طُرد القديس غريغوريوس من نيصص ولم يعد اليها الا بعد سنتين عندما مات الامبراطور فالنس سنة 378.

بعد وفاة القديس باسيليوس سنة 379، صار غريغوريوس المدافع عن الأرثوذكسية، وانطلق بحماسة في الصراع العقائدي، وتمكّن بعمق تفكيره اللاهوتي وبلاغته من أن يفرض الرأي القويم. اشترك في مجمع أنـطاكية سنة 379، وساهم في حل النـزاع القـائم فيها منذ خمسين سنة، وانتهى الأمر الى انتصار القديس ملاتيوس. اشترك في أعمال المجمع المسكوني الثاني سنة 381 حيث دحض آراء الآريوسيين وساهم في انتصار عقيدة الثالوث التي ناضل من أجلها القديس باسيليوس طوال حياته.

من أهم كتاباته العقائدية “التعليم المسيحي الكبير” الذي كتب فيه في الثالوث والتجسّد والخلاص والمعمودية والإفخارستيا وحوار عن القيامة، حوار مع أخته القديسة مكرينا التي زارها قبل موتها بقليل. كما كتب سيرتها كمثال للحياة المسيحية. كتب ايضا ضد الآريوسيين وشروحات للكتاب المقدس، منها شرح لنشيد الأنشاد والمزامير وللتطويبات، وشرح لبعض من رسائل بولس الرسول التي تتعلق بالمسيح. كما كتب في البتولية، وسيرة موسى وغيرها من العظات والرسائل. كتب باللغة اليونانية وتُرجمت مؤلفاته الى لغات عديدة.

الأخبار

المنصورية

أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس قداس عيد الميلاد في كنيسة السيدة في المنصورية (المتن) بحضور حشد كبير من أبناء الرعية. خلال القداس تمّت رسامة الشماس روبير سيمون كاهنًا. الكاهن الجديد من خريجي معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي. هو متزوج وله ابنان. خدم في المطرانية سنوات، ثم خدم شماسا في كنيسة السيدة في منصورية المتن.

ألقى سيادته العظة التالية: يا إخوة، أخي الخوري روبير، لقد جاء في رسالة اليوم قول الرسول “لما حان ملء الزمان، أَرسل اللهُ ابنه مولادا من امرأة، مولادا تحت الناموس، لننال التبنّي”. لما حان ملء الزمان اي اننا لا ننتظر زمانا آخر من بعد مجيء المخلّص. هو التاريخ كلّه، بدؤه ونهايته، والباقي ترتيب لشؤوننا الأرضية. ولكن في العمق بتنا خلائق جديدةً مشدودةً الى وجه يسوع الذي ليس بعده وجه. بعد أن وضعتُ يدي عليك، بنعمة الله، لم يبقَ لك وجه تعبده غير وجهه. أنت اذًا مخطوف اليـه، واذا خُـطفــتَ تـعـود الى البـشر لـخـدمتهم  لأنك خادم وحسب بناء على ما قاله الرب يسوع “ما جئتُ لأُخدم بل لأَخدم”، ثم فسّرها بقوله “لأَبذل نفسي فداء عن كثيرين”. هكذا يُخدَم الناس لأنهم يُحَبون. وهذا ليس بانفعال قلب، ولكن امتثالا لهذا الذي أَحب وحده لما رُفع على الخشبة.

رعيتنا، لأسباب أَعرفها وأسباب لا أَعرفها، لكسل المسؤولين في الكنيسة من أساقفة وكهنة، رعيتنا أُهملت وتعرف القليل. لو أُحبَّت لعرفت. أَرسلناك لتُلملمها، لتجمعها الى المخلّص. فإذا عرفتْ نفسها محبوبة، تُحب وتعرف. المعرفة تأتي من الحب. أنتَ لست عليهم بآمر. انت لا شيء. أنا لا شيء. تجثو أمامهم وتغسل أقدامهم، وهذا لن يكون عليك جديدا لأن المعلّْم صنع هذا ليقول للرسل رمزيا انه خادم. وتتم خدمته بالموت. رشّحناك لتموت في الحب، في العطاء. وامامك صورة الطفل الإلهي المولود في بيت لحم. أين وُلد المسيح؟ كلمة مذود يجب توضيحها: كان الناس ينزلون في الخان: الطابق العلوي للبشر، والطابق السفلي للحيوانات. “لم يكن لهم موضع في المنزل” تعني انه لم يكن لهم مكان مع الناس، فوضعهم صاحب الفندق مع الحيوانات. وُلد الإله بالجسد مع الأصغرين من الخلائق.

أنتَ لستَ أفضل من المعلّم. يكفي العبد أن يكون كالمعلّم. اي اذا أخذت تُدرك أنك لستَ بشيء، يقبل الناس خدمتك. اما اذا جعلتَ نفسكَ ملكا عليهم، يكرهونك، لأن البشر يكرهون الأسياد. انتَ خادم. ولا أحد يعلم انك منذ معموديتك -والآن أكدناها- انت ابن. لاحظ ما قاله الرسول في الرسالة الى أهل غلاطية التي قرأنا مقطعا منها اليوم: “لننال التبنّي”. جاء ابنُ الانسان لكي يجعلنا أبناء لأبيه. نحن ما كنا أبناء، كنا أولاد الغضب، نستحقّ النار. جاء ابنُ الله ليقول لنا اننا اذا أَحببنا أباه يجعلنا أبناء. عندما يتبنّى رجلٌ وامرأةٌ ابنًا يُحبّ المُتَبَنّى كالولد الحقيقيّ. المُتَبَنّى كالابن بالحب والعطاء. انت تدرك الآن أنك صرت ابنا بالمعمودية، ولكنك بالفهم الروحي واللاهوتي والخدمة تُدرك في الأعماق انك صرت ابنًا حبيبًا. ويكمل الرسول بولس كلامه في هذه الرسالة الى غلاطية اذا جاء الينا الروح القدس بسبب البنوّة نقول لله “آبّا”. آبّا باليونانية تعني “يا أبي” او “يا أُبَيّ” كما نقول بالعامية “بيّي او بابا”. الابن يغنّج أباه بابا. هذه علاقة ليس من حميمية أعظم منها. تصير انتَ ابنًا صغيرا للآب. إن خدمتَ افهم هذا واذهب.

Last Updated on Tuesday, 04 January 2011 21:44
 
Banner