Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 21: السامرية
العدد 21: السامرية Print Email
Sunday, 22 May 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 22 أيار 2010 العدد 21      

أحد السامرية

رَعيّـتي

كلمة الراعي

السامرية

لما كان يسـوع ذاهبًا من اليهودية الى الجليل كان لا بدّ لـه أن يجتـاز السامـرة، فأتى الى مدينـة سوخـار القـريبة من نابلس. هنـاك بئـر يعـقـوب القـائمـة حتى الآن وشُيّدت الى جانبها كنيسة أرثوذكسيـة. وجلس السيد عنـد البـئر.

عنـد الظهيـرة وصلت امـرأة سامـريـة اي غـريبـة الجنـس ومنحرفـة عـن الـديـانـة اليـهـوديـة، وجـرى بـيـنـهـمـا حـوار مـن أروع مـا جـاء فـي الأنـاجـيـل. طـلـب مـنـهـا المعلـّم أن تـسـقـيـه إذ كـانـت حـامـلـة جـرّة، ولـكنهـا اسـتـغـربـت طـلبـه إذ لـيس من اختـلاط بين اليـهـود والسـامـريـيـن. تـخـطّـى يسوع ما يفصل الشـعـبـيـن ووعـدها بـأن يـعـطـيـهـا مـاء حـيـا. لـم تـفـهـم أنه شيء آخـر عـن الماء الـذي كـان في البـئـر. قـالـت: من أيـن لك الماء الحي؟ إذ ذاك نقـلها الى صعيـد آخر: “مـن يشـرب مـن المـاء الذي أنـا أُعـطـيـه فـلـن يـعـطـش الى الأبد. بل الماء الذي أُعطيه له يصير ينـبـوع مـاء يـنـبع الى حيـاة أبـديـة”. هـذا اذًا مـاء تـخـتـلـف طـبـيعـتـه عـن هذا الذي في البئر. ماذا يكون؟ كيف يكـون؟

رغبت في هذا الماء. لم يكن بوسع يسوع أن يعطيها للحال ماء من ملكوته لأنها كانت زانية. ولا تستحق عطاء من السماء اذا كانت مُصرّة على السلـوك الذي كانت تسلكـه. لذلك غيـَّر السيـد مجـرى الحديث إليها وقال لها: اذهبي وادعِ رجُلَك. اعترفـتْ أنه لا رجُل لها ثم اعترفت لقومها أن يسوع نبيّ. وأرادت أن تدخُل نقـاشًا لاهوتيًا. قالت: “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانتم تقـولون ان السجـود هو في اورشليم”. المسيـح أَبطل عقيـدة السامريين الذين كانوا يسجدون في منطقتهم وأبطل السجود في أورشليم: “تأتي ساعة وهي الآن حاضرة اذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحق”. تسجد قلوبهم إذا عرفوا الآب وابنه وروحه. الهياكل القديمة الآتية من موسى لم يبقَ لها معنى. وهيكل أورشليم لا يسكنه الله من بعد عودة اليهود من سبي بابل. سمّى يسوعُ بعد هذا نفسَه الهيكل. وبتنا نحن بعد قيامته امتدادًا لهذا الهيكل. “ألستم تعلمون أن أجسادكم هياكل للروح القدس؟”.

انتقلت هذه المـرأة بعد كلام السيـد الى فكره والى السلـوك الذي أراده لها، وبشّرت أهل السامرة بالمعلّم. ولما سألـه السامـريون أن يُقيم عندهم أقـام يومين، وآمن به جمع كثير لما رأوه وخاطبوه. المرأة أوصلتهم الى المعلّم وأَقـرّوا “نحن قد سمعنـا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم”. فكرة أن المسيح مخلّص العالم لـم تكـن معـروفـة عند السامـريين ولا عند اليهـود. نزل عليهم مضمون الإنجيل، ثـمّ بعـد قيامة المخلّص عـرف المهتـدون الى يسـوع أنه مخلّـص العالم كلّه متخطيًا اليهـود والسامريين وكل الشعـوب. الروح القدس كشـف للناس أن يسوع مخلّص العالم في مـوتـه وقـيـامـتـه.

اكتشـاف القـلـب لـيـسوع يـجـعـلنـا متـعـلـّقيـن بـه وحده ولسنـا مـكبـّلـيـن بشيء او بموضع او بعائلة او بذاكرتنا او بخطايانا. يسوع يرفع عنا الأثقال ويجعل كلاّ منّا تلميذًا حبيبًا مُلقى على صدره وعظيمًا في الملكـوت.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أعمال الرسل 19:11-30

في تلك الأيام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا الى فينيقيـة وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قومًا منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معـهم، فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب. فبلغ خبر ذلك الى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز الى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ الى الرب جمعٌ كثير. ثم خرج برنابا الى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به الى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية أولاً. وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء الى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم أن يُرسلوا خدمة الى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعـلوا ذلك وبعثـوا الى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا 5:4-42

في ذلك الزمان أتى يسوع الى مدينـة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعـة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنـه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعـب من المسير، فجلس على العـين وكان نحو الساعة السادسة. فجـاءت امرأة من السامـرة لتستـقي مـاءً. فقال لها يسوع: أَعطينـي لأشـرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينـة ليبتاعـوا طعاما- فقالت لـه المرأة السامريـة: كيف تطلب أن تشـرب مني وأنت يهـوديّ وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يُخالطون السامـريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ انتِ منه فأعطاكِ ماءً حيـًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقـي به والبئرُ عـمـيـقــة، فـمـن أيـن لـك الـماء الحـيّ؟ ألعـلـّك أنـت أعـظـم مـن أبيـنا يـعـقوب الــذي أعـطـانا الـبئـر ومـنـها شرب هو وبـنـوه ومـاشيـتـه؟ أجـاب يسـوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيـه فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبديـة. فقالت له المـرأة: يا سيـد أَعـطني هـذا المـاء لكـي لا أعـطش ولا أَجيء الى ههنا لأَستقي. فـقال لهـا يـسوع: اذهـبي وادعي رَجُلَك وهـلُمّي الى ههـنا. أجابـت المـرأة وقالت: إنـه لا رجُل لي. فـقال لها يسوع: قد أحسنـتِ بـقولك إنه لا رجل لي. فإنـه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلتـِه بالصدق. قالت لـه المرأة: يا سيد أرى أنك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانـتم تقولـون إنّ المكان الذي يـنبغـي أن يُـسجد فيه هو في اورشليـم. قال لها يـسوع: يا امـرأة صدّقيـني، انها تـأتي ساعة لا في هذا الجبـل ولا في اورشليم تسجـدون فيها للآب. انتم تـسجدون لِما لا تـعلمون ونحن نـسجد لما نـعلم، لأن الخلاص هـو من اليهود. ولكن تـأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجـدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنـما يـطلب الساجدين له مثل هؤلاء. اللـه روح، والذين يسجـدون لـه فبالروح والحـق يـنبغي أن يـسجدوا. قالت لـه المرأة: قد علمتُ أنّ مسيـّا الذي يُقال له المسيـح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بـكل شيء. فـقال لها يسوع: انا المـتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبـوا أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب او لماذا تـتكلم معها. فتـركت المرأة جـرّتها ومـضت الى المديـنة وقالت للناس: تـعالوا وانظروا إنـسانا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيـح؟ فخرجـوا من المديـنـة وأَقـبلـوا نـحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميـذه قائـلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: إن لي طعاما لآكل لستـم تـعرفونـه انـتم. فقال التلاميذ في ما بـينـهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يـأكل؟ فقال لهم يـسوع: إن طعـامي أن أعـمـل مشيــئــة الذي أرسلـنـي وأُتـمـم عمـلـه. ألستـم تــقولون انــتـم انــه يــكون أربــعـة أشهـر ثـم يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانـظروا الى المَزارع إنــها قد ابيضّت للحصاد. والذي يـحصد يـأخذ أُجرة ويـجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. إني أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا انتم فيـه. فإن آخرين تعبوا وانتـم دخلتم على تعبـهم. فآمن بـه من تلـك المدينـة كثيـرون مـن السـامـريين مـن أجـل كـلام المـرأة الـتي كـانت تـشهد أن: قـال لي كل ما فعلتُ. ولما أتى اليـه السامريون سألـوه أن يُقيـم عندهم، فـمكــث هنـاك يــوميـن. فآمن جـمع أكـثر مـن أولئك جدا مـن أجل كلامه. وكانوا يقولـون للمرأة: لسنا مـن أجل كلامكِ نـؤمـن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

فوتيني

لم تـكـن تعـرف أنّ خـروجـهـا من منـزلـهـا، في هذا اليـوم، سيُغيّر لها مجرى حياتها. كانت، يوميـًّا، تتـدثـّر بـ"أوان الظهر"، لتقصد "بئر يعـقـوب"، تملأ جـرّتها، وتعـود من دون أن تـرى أحـدًا، أو يـراها أحـد. فالنـاس، بـل نظـراتهم المسنَّنـة التي تفضح حياتها العـفنـة، إن في مشاغـلـهـم أو في منـازلـهـم. كـانـت تعـرف أنـّه لـم يبـقَ لـها، في الدنيا، سوى صديقَيْن: شمس يتجـنـّب بنـو جـلـدتها لـهـيبـها ظهرًا، وطريق تعـوّدت خطـواتها المسرعـة!

أمّا يسوع، فكان هناك ينتظرها. "كان قد تعب من المسير. فجلس دون تكلّف على حافّة البئر". وجاءت هي، لتستقي. رأته وحده. لم تعرف أنّه أتى من أجلها. حاولت أن تتحاشاه. لكنّه طلب أن تسقيه. ارتاحت إلى لهجته! أدركت أنّه "غريب". رفعت عينيها نحوه. ولفحتها، من عينيه، نظرة وادعة افتقدتها طويلاً. أين عيون أهل السامرة من عينيه؟ وقرّرت أن تردّ عليه. فذكّرته بالعداوة التي بين شعبه وشعبها. هل تسرّعت بلفظ ما قد يقطع المحادثة؟ منذ متى لم يكلّمها أحد؟ واختطفها إليه بردّه عليها. قال: "لو عرفتِ عطيّة الله وَمَنِ الذي قال لك: أَعطيني لأشرب، لطلبت أنتِ منه، فأعطاك ماءً حيًّا". إذًا، لم يقطع المحادثة! لكن، كيف له ماء حيّ، ولا دلو معه، والبئر عميقة؟ قالت في سرّها، ثمّ أَفصحت عمّا قالته في سرّها، وأضافت: "ألعلّك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر، ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟".

يا لكِ من أمرأة مدّعية! هل هذا جواب يقال؟ كلّ ما طلبه منك أن يشرب. أَعطيه بعض ماء. أَنهي الأمر، وعـودي إلى منزلك. ماذا تـريـديـن منـه؟ لـِمَ تتبـاهَيـن بذكر أبينا يعقوب كما لو أنّك تستحقـّين أن تتلفّظي باسمه؟ إن كان قد قَبِلَ أن يُحدّثك، فـلأنّه لا يعـرفك على حقيقتك! هل نسيت مَنْ تكونين؟ تُخفين نفسك بتقوى لا تربطك بها سوى بئر! غبيّة تتكلّم! لكنّه لا يستغبيني. ما زالت عيناه هي هي. أَنظر إليه، وينظـر إليّ. ولا أشعر بأيّ تبدّل فيه. ما زال نفسَهُ. إن كان قد انزعج، فليقطع هو المحادثة. أنا قلتُ ما فكّرتُ فيه. وإن صمتَ، فلن يسمع منّي بنت شفة. سأعتبره لقاءً ما كان. قالت في سرّها أيضًا، وانتظرت!

أجابها يسوع: "كلّ مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا. وأمّا مَنْ يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه له، فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة".

عاد إلى الكلام! ويا له من كلام! ما يقوله صحيح. أنا آتي إلى هذا البئر دائمًا. وما أشربه منه، إن رواني، فإلى حين. ولكن، على أيّ ماء يتكلّم؟ أيّ ماء، إن شربتُهُ، يهبني أن يهجُرني العطش إلى الأبد؟ قلتُ له إنّ البئر عميقة، ولا دلو معك. وما زال يكلّمني على الماء. ما هذا الإصرار؟ هل أَطلب أن يُعطيني ما يوفّر عليَّ عناء المجيء إلى ههنا، ما ينقذني من المصادفات المسنَّنة؟ ما هي خسارتي؟ فلأطلب!

قالت له: "يا سيّد، أَعطني هذا الماء، لكيلا أَعطش، ولا أَجيء إلى ههنا، لأستقي".

أجابها يسوع: "اذهبي، وادعي رَجُلَكِ، وهلمّي إلى ههنا".

رَجُلي؟! أيّ رَجُل أدعو؟ الأوّل؟ الثاني؟ الثالث؟ الرابع؟ الخامس؟ أيًّا منهم؟! هذا، إن قَبِلَ أحدهم أن يأتي! وفوق هذا، يريدني أن أعود إلى ههنا! طلب منّي ماءً، وطلبتُ أن يُعطيني من مائه. فليُعطني! ماذا أقول له بعدُ؟ هل أقول له حقيقتي كلّها؟ لا، لن أقول! سأقول ما أنا عليه الآن: "إنّه لا رَجُل لي".

"أحسنتِ بقولك: لا رَجُل لي. فإنّه كان لك خمسـة رجـال. واـلذي معـك الآن لـيـس رجلـك. هـذا قـُلتـِهِ بالصدق". يا إلهي، الرجـل كما لو أنّـه يقطـن في حيّنـا! أنبيّ هو؟ لو نبيـًّا، لَما قـال: صدقتِ، بل وبّخنـي! مَنْ هـذا الذي جـاء يغـرينـي بمائه، ويريدني أن أفتح دفاتر حيـاتي؟! فلأسألـه أمـورًا أخرى. ما دام يعـرف عنّي، فلا بدّ من أنّه يعـرف كلّ شيء: "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل. وأنتـم تقـولـون إنّ المكان الذي ينبغـي أن يُسجـَد فيه هو في أورشليم". قال يسوع: "يا امـرأة، صدّقيني، إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون. ونحن نسجد لِما نعلم، لأنّ الخلاص هو من اليهود. ولكن، تأتي ساعة، وهي الآن حاضرة، إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ. لأنّ الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي لهم أن يسجدوا".

يا إلهي! ما هذا الذي يقوله؟ هل يُكلّمني أنا؟ هل الآن وقت العبادة؟ ليس أحد سوانا هنا. ولقد أبى أن يكون هذا الجبل موئل عبادة. كيف لي أن أَعبد الله بالروح والحقّ؟ مَنِ الحقّ؟ غريب أمره. أُكلّمه، ولا أشعر بالعطش. ويكلّمني كما لو أنّه عطشان. مَنْ هو هذا "العطشان"؟ "قد علمتُ أنّ مسيّا، الذي يقال له المسيح، يأتي. فمتى جاء ذاك، فهو يخبرنا بكلّ شيء". قال لها يسوع: "أنا المتكلّم معكِ هو"!

سمعَتْه. ودارت الدنيا بها! تركت جرّتها. وعادت أدراجها. الناس، الذين تعودّت تجنّبهم ونظراتهم، ينبغي لها أن تقتحمهم كلّهم، وتخبرهم بكلّ ما قال إنّها فعلتْه، وبأنّه المسيح. انتهى زمن التستّر والخوف. يجب أن يعرفوا أنّها، عند بئر يعقوب، عرفت "الماء الحيّ". ويجب أن يأتوا هم أيضًا إليه، ليستقوا منه. هذا ليس بنبيّ. هذا أعظم من كلّ نبيّ. إنّه الربّ المخلّص. إنّه "بالحقيقة، المسيح مخلّص العالم"!

قالوا إنّ اسمها فوتيني، أي مستنيرة. هل هذا كان اسمَها، أو قد صار؟ الناس أسماء، قليلها يبقى، ومعظمها يندثر. وأمّا فوتيني، فاستحقّت أن يُكتب اسمها على صفحات آحاد الفصح، لنُصادقها، ونحيا.

لا تُبدّلْ طبيعتكَ

يُحكى أن  راهبًا شاهد عقربًا يغرق، فأراد إنقاذه من الماء. وحالَـما فعل، لسعه العقرب. بفعل الوجع، أفلت الراهب العقرب، فعاد وسقط في الماء وراح يغرق ثانيةً. حاول الراهب سحبه من جديد، فعاد العقرب ولسعه. فاقترب من الراهب شخصٌ كان يراقب ما يحدث، وبادره بالقول:"اعذرني أيها الأخ إذا وصفتُك بالعنيد. أفلم تعلم أنك في كل مرةٍ تحاول سحبه من الماء سيلسعك؟". أجابه الراهب: "طبيعة العقرب أن يلسع، ولكن ذلك لن يغيّر مِن طبيعتي في أن أُساعد!". قال هذا، ثم تناول ورقةً وجعل العقرب يلتقطها، فسحبه من الماء وأَنقذه من الغرق، وتابع قائلاً: "لا تُبدّلْ طبيعتَكَ إذا آذاك أحدٌ؛ بل فقط خُذ حذركَ مِن شرّه”. بعضُهم يقضون العُمر سعيًا في إثر السعادة، والبعض الآخر يصنعون السعادة. عندما تُقدّم لك الحياةُ ألف سببٍ للبكاء، أَظهِر لها بأن لديك ألف سببٍ للضحك. إهتمّ بوعيك أكثر من اهتمامك بسمعتك، لأن وعيك هو ما أنت عليه، أمّا سمعتك فهي ما يظنّك الناسُ عليه. وما يظنّك الناسُ عليه هو مشكلتهم هم".

مكتبة رعيتي

صدر عن دير مار جرجس الحرف كتاب “العبادة المسيحية” في طبعته الثانية، وهو من تأليف الأرشمندريت المتوحد الياس (مرقص). يشرح الكتاب بشكل بسيط وموجز كل ما يتعلّق بالصلوات في كنيستنا من قلب العبادة المسيحية اي القداس الإلهي الى مبنى الكنيسة وأقسامه، والأسرار الكنسيّة السبعة: المعمودية، الميرون، المناولة، التوبة او الاعتراف، الزواج، الكهنوت ومسحة المرضى، معناها وكيف تُقام ومتى وأين. يتكلّم الكتاب ايضًا عن الصلوات اليومية وصلوات الأعياد. كل هذا بأسلوب شيّق وأسئلة بسيطة يطرحها معظم الناس، تأتي الأجوبة عليها بوضوح. يمكن للقارئ أن يبحث بسهوله عن السؤال الذي يهمّه ويجد الجواب بسرعة. عدد صفحات الكتاب 187 صفحة. ثمن النسخة عشرة آلاف ليرة لبنانية. يُطلَب من الدير ومن مكتبة الينبوع ودار المطرانية.

Last Updated on Friday, 13 May 2011 12:25
 
Banner