Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 22: أحد الأعمى
العدد 22: أحد الأعمى Print Email
Sunday, 29 May 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 29 أيار 2011 العدد 22    
أحد الأعمى
رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد الأعمى
يوحنـا الإنجيـلـي كـتـب هـذا الـفصـل الطـويـل عـن الـمـولـود أعـمـى لـيـس فـقـط لـلحـديـث عـن أُعـجـوبة صنعـهـا يسـوع ولـكـن لـيـقـول مـن خـلالهـا انـه هـو الـذي يعـطـي النـور وان عـدم الاعـتـراف بالمسـيـح هـو الـعـمـى بـعـيـنـه. مـنـذ مـطـلـع الإنـجـيـل الـرابـع الذي منه أُخذ هذا الفصل يـقـول الـرسـول: "النـور يضـيء فـي الظـلـمـة والظـلـمـة لـم تُـدركـه... كـان النـور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا الى العالم". كل إنـجـيـل يـوحـنـا مـلـيء بـالحـديـث عـن النـور.

كـان الاعـتـقـاد السائـد عنـد الـيهـود أن الانسان تـصـيـبـه مصـيـبـة عـقـابًـا لـه على خطـيئـة. يـردّ الـسـيـد بـقـولـه: "لا هـذا أخـطـأ ولا أبواه". لا يرث الإنسـان نـتـائـج الـمـعـاصي الـتـي ارتكبـهـا والـداه. يـتـجـاوز الـسـيـد هـذا الـنـقـاش بشـفـائـه الـمـولـود أعـمـى. "عــاد بـصـيـرًا". فـي نـهـايـة الحـديـث عـن الشـفـاء يصبح هذا الرجـل بصيـرًا مـن الـنـاحـيـة الـروحـيـة إذ يـؤمـن بـيـسـوع. الشفـاء الجـسـدي كـان طريـقـًا للـشـفـاء الـروحـي إذ قـال لـيـسـوع: "آمـنـتُ يـا رب، وسـجـد لـه".
يُـدخل الإنجيليّ بمناسبة هذه الأعجوبة نقاشًا لاهوتيا بين يسوع والفريسيين لأن الأعجوبة تمّت يوم سبت وهُم أَدخلوا على ناموس موسى أن الأعجوبة عملٌ ولا يجوز العمل يوم سبت، وكانوا قد سمعوا قول المعلّم: "ما كان الإنسانُ للسبت بل السبتُ للإنسان".
قضية السبت كما يفسّرها الفريسيون كانت من الأسباب الرئيسية لدفع الفريسيين إلى أن يحرّضوا الشعب لقتل السيد. الرب يسوع كان ضحيّة هذا التفسير الخاطئ للسبت، ضحية النظام المستبدّ الذي وضعه البشر وما جاء من موسى.
هناك جزء من النقـاش، هذا الذي جـرى بين أهـل هـذا الشـاب والفـريسيـيـن. هل كان أعمى أَم لم يكن أعمى. رفضـوا رفـضـًا كـليـا واقعةً وهو أن الأعمى شُفي أي انهم دخلـوا في الظـلمـة مـع أنـهـم رأوا الحـقـيقـة ولكنهم لم يريدوا أن يعتـرفوا بها لأنهم لو فعـلوا هذا لأَقـرّوا أن يسوع على الأقـل نبيّ او هو المسيح المُرتجى. كانوا رافضين أن يُقرّوا بهذا لئلا يفقدوا نفوذهم في الشعب اليهودي ويضيع مذهب الفريسيين الذي أدخلوه على العقيدة اليهـودية الصافية. يجب ألا يكون هذا الغلام أعمى. يجب أن يُصرّوا على هذا حتى يُنقذوا أنفسهم.
أمام الحقيقة ولو بدت لنا حقيقة يمكننا أحيانًا أن نهرب منها لأنها إسلام النفس الى المخلّص اي تـوبـة كاملـة عن خطايانـا. أنت إمّا تكون مع يسوع اي مع كـلّ ما علّمـه ونادى بـه او تكـون مع ظـلام قلبك وظلام خطاياك.
إنجيل الأعمى هو الخيار بين أن نكون كليا للرب أو لا نكون. إن كنا جزئيًا له فهذا لا شيء. "لتكن مشيئتك". بهذا نخلُص لا بمشيئتنا نحن.
المسيح هو النور الكامل ولا نختار أجزاء من النور. أجزاء من النور هو العمى.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان
).

 

الرسالة: أعمال الرسل 16:16-34
في تلك الأيام، فيما نحن الرسل منطلقون الى الصلاة، استقبلتْنا جاريةٌ بها روح عرافة، وكانت تُكسِب مواليها كسبا جزيلا بعرافتها. فطفقت تمشي في إثر بولس وإثرنا وتصيح قائلة: هؤلاء الرجال هم عبيدُ الله العليّ وهم يُبشّرونكم بطريق الخلاص. وصنعتْ ذلك أياما كثيرة، فتضجّر بولس والتفت الى الروح وقال: إني آمرُكَ باسم يسوع المسيح أن تخرج منها، فخرج في تلك الساعة. فلما رأى مواليها أنه قد خرج رجاء مكسبهم قبضوا على بولس وسيلا وجرّوهما الى السوق عند الحُكّام، وقدّموهما الى الولاة قائلين: إن هذين الرجُلين يُبلبلان مدينتنا وهما يهوديّان، ويُناديان بعادات لا يجوز لنا قبولها ولا العمل بها إذ نحن رومانيون. فقام عليهما الجمع معا ومزّق الولاةُ ثيابهما وأمروا أن يُضربا بالعـصيّ. ولـما أَثخنوهما بالجراح أَلـقوهما في السجن وأَوصَوا السجّان بأن يحرسهما بـضبط. وهو إذ أُوصي بـمثل تلك الوصية ألقاهما في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة. وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يُصلّيان ويسبّحان الله والمحبوسون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة عظـيمة حتى تزعزعت أُسس السجن، فانفتحت في الحال الأبواب كـلّها وانفكَّـت قيود الجميع. فلما استيقظ السجّان ورأى أبواب السجن انـها مفتوحة استلّ السيف وهمَّ أن يقتل نفسه لظنّه أن الـمحبوسيـن قـد هربوا. فناداه بولس بصوت عال قائلا: لا تعمل بنفسك سوءا فإنّا جميعنا ههنا. فطلب مصباحا ووثب الى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم خرج بهما وقال: يا سيديّ، ماذا ينبغي لي أن أَصنع لكي أَخْلُص؟ فقالا: آمنْ بالرب يسوع الـمسيح فتخلُص انت وأهل بيتك. وكـلّماه هو وجميع من في بيته بكـلمة الرب. فـأخذهـما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما واعتمد مـن وقته هـو وذووه أجـمعون. ثــم أَصعـدهـما الى بيته وقدّم لهما مائدة
وابتهج مع جميع أهل بيتـه إذ كان قد آمن بالله.

الانجيل: يوحنا 1:9-38
في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه قائلين: يا رب، مـن أخطأ أهذا أم أبواه حتى وُلد أعـمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمـال الـله فيـه. يـنـبغــي لي أن أَعمـل أعمال الـذي أَرسلني ما دام نهارٌ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحدٌ أن يعـمل. ما دمتُ في العالم فأنا نور الـعالم. قال هذا وتفل على الأرض وصنع مـن تفـلته طيـنا وطلى بالطين عينَي الأعمى وقال له: اذهبْ واغتسلْ في بركة سِلوام (الـذي تفسيره المرسَل). فمضى واغتسل وعاد بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه مـن قبل أنه كان أعمى قالوا: أليس هـذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ فقال بعضهم: هـذا هو، وآخرون قالوا: إنه يشبهه. واما هو فكان يـقول: إني انا هو. فقالوا له: كيف انفتحتْ عيناك؟ أجاب ذاك وقال: انسان يُقـال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّ، وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل، فمضيتُ واغتسلتُ فأبصرتُ. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لهم: لا أَعلم. فأَتوا به، اي بالذي كان قبلا أعمى، الى الفـريسـييـن. وكان حـين صنـع يسوع الطيـن وفتـح عينيه يوم سبـت. فسأله الفريسيـون ايضا كيـف أبصر، فقـال لهم: جعـل على عينيّ طينا ثم اغتسلتُ فأنا الآن أُبصر. فقال قوم مـن الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثـل هذه الآيات؟ فوقع بينهم شقـاق. فقالوا أيضا للأعمى: ماذا تقول انت عنه مـن حيث إنه فتح عينيـك؟ فقال: إنه نبي. ولم يصدّق اليهود عنه أنه كان أعمى فأَبصر حتى دعَوا أبـوَي الذي أَبصر وسألـوهما قائليـن: أهذا هو ابنُكما الـذي تـقولان انه وُلد أعمى، فكيف أبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعـلم أن هذا ولدنا وانـه وُلد أعمى، وأمـا كيف أَبصرَ الآن فلا نعـلـم، او من فتح عينيه فنحن لا نعـلم، هو كامل السن فاسألوه فهـو يتكلّم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافـان مـن الـيهود لأن الـيهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه الـمسيح يُخرَج من الـمجمع. فلذلك قال أبواه هـو كامل السـنّ فاسألوه. فدَعَوا ثانيةً الانسان الـذي كان أعمى وقالوا له: أَعطِ مجدا لله، فـإنا نَعـلم أن هــذا الإنـسان خـاطئ. فـأجـاب ذاك وقــال: أخاطئ هو لا أعلم، إنما أَعلم شيئا واحدا أني كنتُ أعمى والآن انا أُبصر. فـقالـوا له ايضا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيـك؟ أجابهم قد أَخبرتكم فلم تسمعـوا، فماذا تريدون أن تسمعوا ايضا؟ ألعـلّكـم انتم ايضا تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقـالوا له: انت تلميذُ ذاك. واما نحن فإنّا تلاميـذُ مـوسى ونحن نَعـلم أن الله قد كلّم موسى. فأما هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجـل وقال لهـم: إن فـي هذا عَـجَبا أنـكم ما تـعـلمـون من أين هـو وقد فـتـح عينيّ، ونحـن نعـلـم أن الله لا يَسمع للخطأة، ولكن اذا أحدٌ اتقى الله وعمل مشيئته فله يستجيب. منذ الدهر لم يُسمع أن أحدا فتـح عيني مـولودٍ أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لم يـقدر أن يفعـل شيئا. أجابوه وقالوا له: إنك في الخطايا قد وُلدتَ بجملتك. أفأنت تُعلّـمنا؟ فأَخرجوه خارجا. وسمـع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له: أتؤمن انت بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال: فمن هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال لـه يسـوع: قـد رأيتَه، والذي يتكلّم معـك هو هو. فقال له: قد آمنتُ يا رب، وسجد له.

الأعمى!
كنتُ هناك. وسمعتُهُ يُناديني! أنتم لم تسمعوه. أمّا أنا، فبلى! نحن العميان قادرون على التقاط الصوت، أحيانًا، قَبْلَ أن تُطلقه الحناجر! وتبعتُ الصوت! هذا نورُنا إلى مَنْ ينادوننا. وسمعتُ بعضًا يسألون مَنْ ناداني عنّي. وردّ عنّي أنّني وريث الخطيئة! ثمّ أخذ يكلّمهم على عمله في النهار. وقال: "ما دمتُ في العالم، فأنا نور العالم". وفتنني ما وصل إلى أُذنيَّ. ثمّ سمعتُ تفلةً. وعقبتها يدان لمستا عينيَّ بطين. لم أكن أنا هناك، ولا كنتم أنتم. هناك، أي يومَ خلقَ اللهُ الإنسانَ الأوّل. لكنّني، هنا، شعرتُ كما لو أنّني كنتُ هناك. وخاطبني مَنْ لمسني. قال لي أن أذهب، لأَغتسل في "بركة سِلوام". وأَطعتُ ما سمعتُهُ. وها أنا أُبصر!
لم أكن أعرف أنّ خروجي إلى الضوء سيجعل عالَمي جنونًا. أوّلاً، حار الناس في أمري. ثمّ جيراني، الذين رأيتُهم، وكنتُ أعرفهم من أصواتهم، لم يستقبلوني جميعهم كما يجب. بعضُهم عرفوني. وبعضهم قالوا إنّني آخر يُشبهني. رددتُ. قلتُ: "إنّي أنا هو". وبدأت مجادلات حسبتُ أنّها لن تنتهي. "كيف انفتحتْ عيناك"، سألوني. قلتُ يسوع. وأخبرتُهم بكلّ ما جرى لي. سألوني: أين هو؟ أجبتُ بالصدق. قلتُ: "لا أَعلم". ثمّ اصطحبوني إلى الفرّيسيّين. وأعاد هؤلاء عليَّ السؤال. وأعدتُ عليهم ما قلتُهُ إنّما من دون أن أَذكر اسم مَنْ شفاني. حفظتُهُ، أمامهم، لنفسي! تمّ شفائي يوم سبت. فقال بعضهم إنّ: "هذا الإنسان ليس من الله، لأنّه لا يحفظ السبت". وآخرون قالوا: "كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟". "فوقع بينهم شقاق". ثمّ سألوني ماذا أقول أنا عنه من حيث إنّه فتح عينيَّ. لم أَخَفْ، ولم أُخْفِ. أجبتهم جهارًا: "إنّه نبيّ". لم يصدّق اليهود عنّي أنّني كنتُ أعمى فأبصرت. فدعَوا أبويَّ، وسألوهما عنّي. عرفاني. لكنّهما لم يعرفا كيف شُفيت. وتركاني بين أيديهم خوفًا من أن يُحرَما العضويّة في مجمعهم.
ما هذا الذي يحدث حولي؟ لِمَ، مذ بتُّ أرى، بتُّ وحدي؟ كلّهم تخلّوا عنّي، كلّهم حتّى أمّي وأبي! يا لهذا العالم الذي أخذتُ أراه! يا له من عالم أعمى! لا يرى، ولا يسمع، ولا يريد أحدًا أن يسمع، ويرى!
ماذا يريد هؤلاء الناس منّي؟ كيف يصدّقون؟ قلتُ لهم إنّ رجلاً التقى بي على طريقٍ لم أرَها من قَبْلُ. كلّ ما أعرفه عنه، (إلى اسمه)، يداه اللتان لمستاني، وصوته الذي أمرني بأن أذهب، وأغتسل. هل يمكن أن يعرف أعمى رجلاً آخر بوسائل لا أعرفها؟ أمرهم مضحك فعلاً! كان عليهم أن يصدّقوا. فأنا بتُّ أراهم لا يرون! والأعمى سبلُ تواصله معروفة؟ يبدو أنّهم يفوقون ما كنتُ عليه! لو كانوا فاقدي البصر، لكان عليهم أن يسمعوني، ويصدّقوني. كلّ ما يفعلونه أنّهم يضجّون حولي، ويقودونني كما لو إلى محاكمة. هل أَغضبهم شفائي، أو أنّه تمّ في السبت؟ ماذا فعلوا بأمّي وأبي حتّى أنكراني؟ الجيران؟ أفهم! الناس كلّهم؟ أفهم! أمّا أمّي وأبي، فهذا ما يصعب عليَّ فهمه! هل يريدون الرجل الذي شفاني، ليصدّقوا؟ أنا لا أعرف أين هو. كلّ ما أردتهم أن يعرفوه قلتُهُ: يديه وصوته! ما زال صوته يرنّ في أذنيّ؟ وأنا، لي خبرة كلّ عميان الأرض، يمكنني أن أُردّد ما قاله حرفيًّا، وتقريبًا صوته! هل يكرهون أن يتكلّم أحد باسمه؟ يا لحقدهم! حسنًا، الكلّ تخلّى عنّي. وأنا، أنا وحدي، سأدافع عن شفائي! هاتوا ما عندكم!
قالوا لي: "أَعطِ مجدًا لله! فإنّا نعلم أنّ هذا الإنسان خاطئ". خاطئ! كلّموني على ما أعلمه. "أنا أعلم شيئًا واحدًا أنّني كنت أعمى، والآن أنا أُبصر". فقالوا لي أيضًا: "ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيك؟".
ماذا يريد هؤلاء منّي بعدُ؟ كلّمتهم، ولم يسمعوا. لماذا يريدونني أن أُعيد عليهم ما جرى؟ انتهى! لن أُعيد! لا يستأهلون. يتزلّفون كما لو أنّهم تلاميذ لم يحفظوا ما رُدِّدَ على مسامعهم. هل أَظلمهم؟ هل يريدون أن يكونوا له تلاميذ؟ أنا أريد! أنا بتُّ مذ لمسني، وأمرني، وأطعتُهُ. هل يريدون أيضًا؟ فلأسألهم: "ألعلّكم أنتم أيضًا تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟". يا لهذه الكلمات التي لفظتُها! شتموني. وقالوا لي إنّني "تلميذ ذاك. أمّا هم، فإنّهم تلاميذ موسى"! موسى؟ أيّ موسى؟ ثمّ أخذوا يتفاصحون عليَّ بأنّهم يعلمون أنّ الله كلّم موسى. وأمّا
مَنْ شفاني، فلا يعلمون من أين هو؟ عجبًا! كيف لا يعلمون وقد فتح عينيَّ. هو مَنْ فتح عينيَّ؟ هذا هو مَنْ هو! ماذا يريدون أن يعرفوا عنه بعد؟ هل سمعوا أنّ أحدًا فتح عيني مولود أعمى؟ هذا لم يحدث منذ الدهر. نحن الذين وُلدنا عميانًا، لو حدث، لعرفنا! هل من دليل، يفوق هذا الدليل، على أنّ الله معه؟ لو كانوا تلاميذ موسى، لعـرفـوا! هم قـرأوا عليَّ، في مجمعهم، أنّ موسى قال: "يقيم لك الربّ إلهك نبيًّا مثلي من وسطك، من إخوتك، فله تسمعون" (تثنية الاشتراع 18: 15). قَبْلَ أن يذكروا موسى، قلتُ لهم إنّه نبيّ؟ لقد فتح عينيَّ. هذا مَنْ أنبأ عنه موسى. أمّا هم، فأبوا أن يسمعوا!
أنا عدتُ لا أُريدكم. لا تقولوا إنّني "ولدتُ في الخطايا". ولا تُتعبوا أنفسكم بإخراجي من مجمعكم. أنتم كَذَبة. لقد جذبني إليه أنّه ردّ عنّي أنّني وريث الخطيئة. أنا أُصدّق مَنْ شفاني. إنّه هو مجمعي!
أمّا مَنْ شفاني، فكان يعلم بكلّ ما جرى لي. إنّه المُبصر وحده! وجدني. إن قلتُ إنّني كنتُ أَنتظره، فلا أقول غير الحقّ. أساسًا، منذ أن لمسني، بات معي! جاءني. وكشف لي نفسه. واعترفتُ له بأنّني "أؤمن بأنّه ابن الله. وسجدتُ له". بات كلّ نصيبي، بل أمّي وأبي، بل ربّي الذي وَلَدني جديدًا يوم كلّمني، وأمرني بأن أَغتسل. هذا هو. وهذا أنا. جمعَني إليه، حتّى غدا نور دنياي وحده (يوحنّا 9: 1- 41)!

القديسة الشهيدة ثيوذوسيّا الصورية
روى المؤرخ الكنسي إفسافيوس القيصريّ الذي كان أُسقف قيصرية فلسطين واشترك في المجمع المسكوني الأول، في مؤلَفه عن شهداء فلسطين، أنه أثناء اضطهادات المسيحيين التي دامت عدة سنوات في اوائل القرن الرابع، وفي السنة الخامسة من هذا الاضطهاد الكبير الذي أَشعله الامبراطور ديوكلتيانوس، كان الجنود يسوقون المسيحيين المقيّدين الى السجن والناس ينظرون من بعيد. اقتربت منهم فتاة صبية من أهل صور تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، وراحت تُشدّدهم وتقوّيهم، وطلبت منهم أن يذْكروها امام الرب في ملكوته. عندئذ قبض الجنود عليها واقتادوها أمام الحاكم أُوربانوس الذي كان يُلاحق المسيحيين ويقتلهم وغايته استئصالهم بالكامل من مقاطعته التي يحكمها.
لمّا رفضت ثيوذوسيّا أن تُنكر المسيح وتُقدّم الذبائح للآلهة الوثنية، غضب غضبا شديدا وأمر بتعذيبها كثيرا في جنبيها وثدييها حتى وصل الى العظام كما يقول المؤرخ. مع ذلك عجز عن سحقها وكسر مقاومتها، فأمر بفكّ قيودها وطرحها في البحر. كانت شهادتها في يوم الرب أي يـوم الأحـد وربمـا يـوم عيـد القيامة بالذات. كـان استشهـادهـا ما بين سنة 307 و308 على حد قـول الباحثين. أما المُعترفون الباقون فأَمر الحاكم عليهم بالأشغال الشاقة في مناجم النحاس في فلسطين.
تُكرّم القديسةَ ثيوذوسيا الكنيسةُ كلّها في الشرق والغرب. عيدها في الغرب في 2 نيسان، وفي الكنيسة الشرقية في 29 أيار. حُملت رفاتها أولا الى القسطنطينية، ثم بعد زمن طويل الى البندقية، وفي أيامنا يدّعي بعض الأماكن أن بعضا من رفاتها لديهم في شامبان في فرنسا، ولياج في بلجيكا، وبولونيا في إيطاليا. وهناك ايضا رفات لها في بيريا وبِترا في اليونان.

الأخبار
الـقـصـيـبـة
كان الأحد في 15 أيار يومًا حافلاً في رعية القديس جاورجيوس في القصيبة. ابتدأ بالقداس الإلهي برئاسة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس، تلاه تدشين المبني بجوار الكنيسة. ثم كان طعام الغداء الذي اشترك فيه كل الحاضرين. اللافت أن الحضور كان كثيفا، وأن أكثر المصلين وصلوا الى الكنيسة في بدء صلاة السَحَر. كرّس سيادته القاعة الكبرى مع منتفعاتها برشّها بالماء المقدس، وهي مجّهزة للاستعمال في كل المناسبات. في المبنى طوابق تحت القاعة تنوي الرعية تجهيزها لخدمة الأنشطة الرعائية. أُلقيت بالمناسبة كلمات عدة.

كبادوكيا - تركيا
منذ بضع سنوات يقود البطريرك المسكوني برثلماوس حجًّا الى منطقة كبادوكية شرقي تركيا بعد ان سمحت السلطات التركية بذلك. المنطقة خالية من السكان المسيحيين منذ سنة 1923 والكنائس مهجورة. هذه السنة ترأس قداسته القداس الإلهي الاحد في 15 أيار في كنيسة القديس ديمتريوس في قرية ارافيسوس بحضور نحو ثلاثمئة من المؤمنين أتوا من بلاد عدة. ورافق البطريرك وفد من الكنيسة الروسية.

Last Updated on Friday, 20 May 2011 12:02
 
Banner