Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 34: يسوع الشافي
العدد 34: يسوع الشافي Print Email
Sunday, 21 August 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 21 آب 2011 العدد 34     

الأحد العاشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

يسوع الشافي

كـان لـلسيـد نشـاطـات: التـبشـيـر بـمـلكـوت الله وشفاء الأمراض. والشـفـاء كـان عنـده عـلامـة لمجـيء المـلـكـوت لأن الـمـلـكـوت هو صـحـّة الـنـفـس ورجـوع الإنسـان الـى سـلامـتـه الـكـامـلـة.

فـي إنجـيـل الـيـوم حـديـث عـن مـريـض يـقـع في نـوبـات عـصـبـيـة فـي بـداءة الـعـمـر، ويـقـع فـي النـار وفـي الـمـاء، وهـذه عـوارض داء الـصـرع.

قـدّمـه ذووه الـى التـلامـيـذ فـلـم يـسـتـطـيـعـوا أن يـَشفـُوه، فـقـال يـسـوع عـن تـلاميـذه انهم جيل غير مـؤمـن، أَعـوج، وأمـر أن يُحـضر الـمــريــض اليـه، وانـتـهـر الـرب روح الشـر الـذي كـان مستـحـوذا عـلـيـه أي أمـره أن يـخـرج فـشُـفـي الغـلام مـن تـلـك السـاعـةـ. بـكـلمـة يسـوع شُفـي هـذا الصبـي. الى إعـادة الصحـة يشفـي السيـد القـلـب مـن الخـطـيـئـة اذا تـاب الإنسـان.

عنـد عـجـز التـلامـيـذ قـالـوا لـلـرب لمـاذا لـم نستطع نحن أن نُخـرجـه. اذ ذاك، قـال لـهـم الـمعـلّـم “لـو كـان لكـم إيـمـان مـثــل حـبـة الخــردل لـكـنـتـم تـقــولــون لـهـذا الجـبـل انـتـقـل مـن هـهنـا الى هناك فينـتـقـل”. المعنى الواضح أن لا صعـوبــة تـقــف أمـام المـؤمـن. يتخطـّاهـا. عنـدئـذ تكـلّم عــن الـروح الشـريـر قـائـلا: “هـذا الجـنـس لا يـخـرج الا بالصـلاة والصـوم”. الصـلاة الحارة أكـانـت مـن صلوات الكنيسـة في اجتـماع المـؤمنـيـن أَم صـلاة منـفـردة ولكنـهـا مبـنـيـّة على الـثـقـة بالله تشفـي صاحـبـها او المريض او الخاطئ. لهـا فاعليـة من الله نـفسـه الـذي هو شـريـك المـؤمـن اذ يمـدّه بالنعـمة “التي للنـاقـصـيـن تـُكـمـّل ولـلـمـرضى تشفـي”. الـلـه مـُرسـل الشــفـاء وانـت تــلتـمس الشفـاء. لـذلك رتّبـت الكنيسة بنـاء عـلـى رسـالـة يـعـقـوب الـرسـول مسحة المرضى وتُمارسها كل سنة في الأسبـوع العـظـيـم او في بـيــت المـريـض.

الصوم لكـونـه تـَوجـّها الى الـرب هو كالصـلاة. إنـه قـوّة الـرب فـيـنـا ولـيـس هـو مجـرّد حـمـيـة. الصـوم إمسـاك لـيـس فـقـط عـن أنـواع طـعـام ولكـنـه، قبـل كـل شيء، إمسـاك عـن الخـطـيـئــة. فـمـن تحـصـّن بـالصـلاة والصـوم تـنـزل عـلـيـه قـوة الــمسـيـح. صلـوات الكنـيسـة هنا وصـلـوات القـديـسيـن الـذيـن هـم الكـنـيسـة الظــافـرة هي معًا قــوة الشفــاء وقــوة الـتــوبــة.

بعـد هذا الكـلام قـال يسوع لتـلاميـذة: “ان ابـن البشـر مـزمـع أن يُسلـم الى أيـدي النـاس وفـي اليـوم الثـالـث يـقـوم”. كل عـمـل صالـح قـام بـه المخـلـّص إعـداد لـنـا حـتى نرى آلامه وقـيامتـه. لـبّ الإيـمـان المسيـحـي هـو آلام الـرب وانبـعـاثـه مـن بيـن الأمـوات. كـلّ مـسيـرتـه هـي الـى هـذا. لـذا نـعـيـش مـع الـرب يـسـوع اذا تـقـبـّـلـنـا عـذابـاتـه وقـيـامـتـه بـفـرح المنتـصريـن على الخـطـيـئـة. نـحـن قـوم فـصحيـّون نـغلـب الخـطـيـئـة الـتي تـعـزّيـنـا ونـصـعـد مـنـهـا لأنـهـا مـوت الى وجـه الـمسـيـح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: 1كورنثوس 9:4-16

يا إخوة إنّ الله قد أَبرزَنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت، لأنّا قد صرنا مشهدا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّال من أجل المسيح، اما انتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. انتم مكرَّمون ونحن مُهانون. والى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونُلطَم ولا قرار لنا، ونتعب عاملين. نُشتَم فنبارِك، نُضطهَد فنحتمل، يُشنّع علينا فنتضرّع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع الى الآن. ولستُ لأُخجلكم أَكتب هذا وإنما أَعظكم كأولادي الأحباء، لأنه ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح ليس لكم آباء كثيرون، لأني أنا ولدتُكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأَطلب اليكم ان تكونوا مُقتدين بي.

الإنجيل: متى14:17-23

في ذلك الزمان دنا الى يسوع إنسان فجثا له وقال: يا رب ارحم ابني فإنّه يُعذّب في رؤوس الأهلّة ويتألّم شديدا لأنه يقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء. وقد قدّمتُه لتلاميذك فلم يستطيعوا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال: أيها الجيلُ غيرُ المؤمن الأعوجُ، الى متى أكون معكم؟ حتى متى أَحتملكم؟ هلم به إليّ الى ههنا. وانتهره يسوع فخرج منه الشيطان وشُفي الغلام من تلك الساعة. حينئذ دنا التلاميذ الى يسوع على انفراد وقالوا له: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم يسوع: لعدم إيمانكم. فإني الحق أقول لكم، لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقلْ من ههنا الى هناك فينتقل ولا يتعذّر عليكم شيء. وهذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم. وإذ كانوا يترددون في الجليل قال لهم يسوع: إن ابن البشر مزمع أن يُسلَّم الى أيدي الناس فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم.

الصبيّ المصاب بالصرع

يتناول النصّ الإنجيليّ، الذي اختارته الكنيسة للقراءة اليوم، موضوع شفاء صبيّ مصاب بـمرض الصرع. ويـتـضمّـن هذا النصّ دروسًا عدّة دونكم في ما يأتي بعضها.

يشرح أوريجنّس (+235)، أحد معلّمي الكنيسة في الإسكندريّة، هذا النصّ روحيًّا، فيعتبر أنّ كلّ مرض شفاه المخلّص في الشعب كان يمثّل عللاً مختلفة في النفس. فبالنسبة إليه، المشلولون في الجسد كانوا مشلولين في النفس، والعميان كانوا عميانًا في النفس، والصمّ كانوا أولئك الذين أصمّوا آذانهم عن سماع كلمة الخلاص... من هنا، يوضح أوريجنّس أنّ مرض الصرع يصيب المبتلين به في فترات محدّدة حيث يبدو المصاب به في صحّة وعافية، إلى أن تجتاحه النوبة وتلقيه أرضًا. ثمّ يخلص إلى القول: "ستجدون عللاً في بعض النفوس التي تبدو صحيحةً في تعقّلها وفي فضائلها الأخرى. ولكن يأتي وقت يصابون فيه بنوع من الصرع لعلّة من أهوائهم، فيتساقطون وتستولي عليهم رغبات الدنيا الأفّاكة".

لا ينكر أوريجنّس واقع المرض الجسديّ عند الصبيّ، لكنّه يشير، في الآن عينه، إلى واقع أشدّ إيلامًا من ألم الجسد المريض، أي الأمراض الروحيّة التي تسبّبها الخطيئة. فالتقليد الكتابيّ، ومن بعده آباء الكنيسة كافّة، يعقدون صلةً وثيقة ما بين الموت والمرض والشقاء الجسديّ من جهة، وسقوط الإنسان في الخطيئة من جهة أخرى. المرض الجسديّ، إذًا، هو نتيجة الخطيئة والبعد عن الله. لذلك، اعتبر الأقدمون أنّ مصدر المرض هو الشيطان وأنّ كلّ مَن به مرض قد مسّه شيطانٌ أو قد دخل فيه. وإذا جاز ذلك على المرضى كافّة جاز بالأَولى على مرضى الصرع الذي يُفقد أصحابه، أثناء نوباتهم، أيّ قدرة على التحكّم بأنفسهم.

يقول القدّيس لوقا الإنجيليّ عن القدّيسة مريم المجدليّة إنّ الربّ يسوع قد أخرج منها "سبعة شياطين"، بعد أن يقول إنّه أبرأ النسوة اللواتي تبعنه "من أرواح شريرة وأمراض" (8، 1-2). إنّ إخراج سبعة شياطين من المجدليّة وإبراء النسوة من الأرواح الشريرة كان شفاءً لهنّ من أمراض شتّى لها طابعها الروحيّ والنفسيّ والجسديّ على السواء. والمسيح، في إنجيل المصروع وفي إنجيل المجدليّة، لم يتحدّث عن الغفران بل تحدّث عن الشفاء فقط. وهذا يعني أنّ المسيح أدرك قبل أبناء زمانه أنّ الأمراض التي تصيب الإنسان، وإنْ كانت بـسـبـب خـطيـئـة البـشـر كـافـّة، إلاّ أنـّهـا لا تـلغـي الواقع الجسديّ الهشّ والضعيف للإنسان. لذلك لم يتحدّث النصّان الإنجيليّان المذكوران عن سوى الشفاء الجسديّ فقط.

"لو كان لكم إيمان مثل حبّة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من ههنا إلى هناك فينتقل، ولا يتعذّر عليكم شيء". يعتبر أوريجنّس في شرحه هذه الآية: "أظنّ أنّ الجبال التي يشير إليها هنا هي القوى الكبيرة المعادية الجارية بفيضان من الشرّ في نفوس الناس". ويتابع اوريجنّس شرحه قائلاً: "لكن إنْ كان لأحد الإيمان كلّه، أي يؤمن بكلّ ما جاء في الكتاب المقدّس، وله إيمان كإيمان إبراهيم، الذي آمن بالله فعُدّ له لك برًّا، عندها يكون الإيمان كلّه كحبّة خردل، فيقول لهذا الجبل - أي للروح الأصمّ الأبكم في الفتى المصاب بالصرع - انتقلْ من ههنا إلى مكان آخر فإنّه سينتقل. وهذا أمر لا يصعب على مَن له إيمان كهذا".

الإنسان هو المسؤول عن خطيئته التي يعملها بكامل إرادته وخياره الحرّ، كما أنّ الإنسان هو المبادر إلى عمل الصلاح والفضيلة والبرّ، فيُجازى وفق أعماله خيرًا أو شرًّا وينال الثواب أو العقاب. فالأهمّ من انتقال الجبل من مكانه إلى مكان آخر إنّما هو انتقال الإنسان من حيث هو في الخطيئة إلى حيث التوبة والحياة الجديدة بالربّ يسوع. الأعجوبة الحقيقيّة تكمن في توبة الإنسان الخاطئ، الأثقل من الجبل وما فيه من صخور ورمال، وسلوكه في طريق القداسة.

"وهذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم". يعلّق أوريجنّس على هذا القول للربّ يسوع شارحًا: "فإذا وجب الانهماك وقتًا ما في شفاء متألّم من مرض كهذا، فلا نُقسم أو نسأل أو نكلّم هذا الروح النجس وكأنّه يسمع. ولكن، لكي نتفرّغ للصلاة والصوم، علينا أن نصلّي لأجل المتألّم سائلين له الخلاص من الله، وبصومنا نطرد منه الروح النجس". ونضيف على قول أوريجنّس أنّ الصلاة والصوم لا يلغيان بأيّ حال عرض المريض على الأطبّاء المختصّين. أمّا المغبوط أوغسطينس أسقف هيبّون (+435) فيقول واعظًا عن هذه الآية: "فإن كان المرء يصلّي ليخرج الشيطان من شخص آخر، فكم عليه أن يكثر من الصلاة ليطرد جشعه وسَكَره وفجوره ونجاسته؟ يا لعظم خطايا البشر إن تمادوا فيها لا تدعُهم يدخلون ملكوت السموات".

يدعونا النصّ الإنجيليّ عن الصبيّ المصاب بالصرع إلى أن يدرك كلّ منّا صرعه وخروجه عن سكّة الصواب؛ وأن يدرك أيضًا أنّه قادر على القضاء على هذا المرض الروحيّ بنعمة الله؛ وأن يدرك أنّه، هو الأثقل من الجبل والأقسى منه أحيانًا، قادر على إنجاز معجزته الخاصّة بانتقاله من وحول الخطيئة إلى نعيم التوبة، وتاليًا القداسة. هذا يتطلّب قليلاً من الإيمان والتسليم بمشيئة الله. فلنكن، إذًا، صانعي معجزات.


الأخبار

ديـر الـبـلـمـنـد

السبت في 6 آب، يوم عيد التجلّي، ترأس صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع القداس الإلهي في دير سيدة البلمند يعاونه عدد من المطارنة. أثناء القداس تمّت رسامة الأرشمندريت يوحنا (هيكل) أسقفًا معاونًا لمتروبوليت أوربا الغربية والوسطى ومركزه في برلين. بناء على رغبة صاحب الغبطة، ألقى المطران جاورجيوس راعي هذه الأبرشية العظة التالية:

" من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني".

أخي السيد الجليل، هذه القولة للرب يسوع التي نادى بها العالم تنطبق أشدّ انطباق على الأُسقف. فالأُسقف تحديدا مصلوب لأن الرئاسة لا تليق إلا بمن قبِل أن يُميت نفسه حُبّا. ومشكلة الرئيس الروحية أنه يسعى الى خلاص نفسه وإلى خلاص الآخرين، وهذان متلازمان، وإلا هلك كما يهلك الخاطئون جميعا.

الأنا هي المشكلة الوحيدة في العالم. هذه الأنا المنغلقة المتغطرسة المتعجرفة الدائسة الناس، هذه أنت مدعوّ أن تُميتها كليا فيك لتستقرّ فيك “أنا” المسيح، أي لتصير مسيحا، كما دعا الوحي الإلهي الى ذلك. ويُعوزنا جميعا الوعيُ، وفي هذه المسؤوليةُ، الوعيُ أن نهرب من التسلّط لأن كل سلطان مُفسد. والسلطان المطلَق مُفسد كليا. إذًا تمحو أنت في نفسك السلطان المطلق، ليسود الله عليك، وبك على الآخرين. هذه نعمةٌ تنزل عليك متى شاءت، ولكـنـك تـطلبها بالصلاة الدائمة، ولا سيما بدعائك يسوع: "أيها الرب يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني أنا الخاطئ".

وعيُك لخطاياك سرّ إعادتك الآخرين الى البِر، لأن من ظن نفسه بارّا لا يقدر أن يردّ آخرين الى البرارة. عملية انسحاق، ولا سيما أمام الأغبياء. والرعية مليئة بالأغبياء، لأننا خلال قرون لم نُعلّم، وحَسِبْنا أن من استمع الى التهليل والترتيل، وكان له صوتٌ جميل، من استمع هكذا تلقائيا يتعلّم. هذا هو الخطأ الكبير الفادح الذي وقع به الأرثوذكسيون خلال قرون. لا تستطيعون أن تعرفوا إلا إذا قرأتم في بيوتكم الكلمة الإلهية وما إليها.

انت راعٍ ليس فقط للكنيسة التي تُسنَد إليك رعايتُها، ولكنك راع للكنيسة الجامعة. كل أُسقفٍ أُسقفٌ في الكنيسة الجامعة، أي لا بد أن تكون الكنائسُ الأرثوذكسية كلها في هاجسك. واذا نظرتَ الى كنائسنا من أقاصي الدنيا إلى أقاصيها، تجد، كما وصفها كتاب الراعي لهرماس، أنها شيخة، مهترئة، هابطة. لعلّ الكنيسة المسيحية كانت دائما هكذا، ونبغ فيها قلة من الناس. من يعرف أسماء الأساقفة الذين دانوا في مجمع السنديانة القديسَ يوحنا الذهبيّ الفم؟ ناسٌ بطّالون، مرتشون، عبيدٌ للسلطة السياسية، قتلوا هذا الرجل، وبقي هو منذ السنة الأربع مئة والسبع.

همّكَ إذًا سيكون الكنيسةَ كلها، لكي تنقلها من حالة الشيخة المُسنّة المهترئة الهابطة، الى حالة العروس، كما نادى بذلك كتاب الراعي. ما العمل؟ العروس فتاةٌ عفيفة يخطُب ودّها رجلٌ لكي يجعلها مُحبّبة له، ويجعل نفسَه في خدمتها وخدمة العائلة التي ستنشأ.

ما معنى أن تصبح الرعية التي أرجو أن تُسنَد لك في الآتيات، ماذا يعني أن تكون الكنيسة عفيفة؟ هذا يعني ألا تَعرف زوجًا لها آخر، وزوجُها المسيح. هذا يعني أنها لا تخلط الإيمان به بإيمانات مزيّفة. هذا يعني الإخلاصَ الدائم. وهذا يعني لك فضائلَ متراكمةً متزايدةً يوما بعد يوم. تُدقّق نفسك فيما إذا كنت اتّبعتها أو لم تّتبعها بالقدر الكافي.

ستـصيـر سيـدًا عـلى الـنـاس إن استمعتَ إلى ما جاء في إنجيل مرقس أن من شاء أن يكون أوّل يكون للكل خادما. ليس في الكنيسة زعامة. فيها سيادة الخدمة فقط. انا لستُ أُدين احدا، ولكن سمعتُ هكذا أنه يوجد انبساطٌ عند بعضٍ من المطارنة أن يسودوا الناس. لستُ أَدلّ على أحد، ولكني واعظ أي مُربّ، ويُسمع صوتُ الواعظ باتّضاع. والمستمع يأخذ درسا لنفسه. طبعًا أنا شئتُ أن أُعلّمك لأني الأسبق في العمر، ولست أقول بالفهم. ستمشي إذًا في كنيسة الله بالانسحاق الذي يهبُكَ المسيحُ إياه. ما يعني الانسحاق؟ هو يعني أنك تثق في الحقيقة، وليس في التبجّح الاسقفي، أنك لا شيء. وتثق ثانيا أنك تصبح شيئا عظيما بالمواهب التي ستتنزّل عليك، لأننا أصحاب مواهب على قدر الطاعة، وعلى قدر الجهد، وعلى قدر الاطلاع، وعلى قدر العِلم. لا يجوز منذ الآن، وانا أَعرف الذين سبقونا، لا يجوز منذ الآن أن يكون كاهن جاهل أو أُسقف جاهل. هذا ممنوع. تدرس إذًا حتى منتصف الليل، تدرس! تدرس! تدرس! لأنك معلّم، لأننا جعلناك مسيحًا. طبعًا على المؤمنين أن يعوا كلمة الله "لا تَمسّوا مسحائي يقول الله"، ولكن عليك انت ألا تمسّهم بطهارتهم. اي عليك أن تبقى قدوة كما عرفتُك انت منذ مطلع شبابك، لأنك مسؤول، لأنه طُلب إليك أن تُدخل الخراف الى الحظيرة، وأن تُغلق باب الحظيرة لئلا يتسرب اليها الغرباء.

اذهب بهذا، ولا تنسَ كلمةً من هذه الكلمات، لأن الذين سيأتون بعد هذا الرعيل الذي أرجو أن يبقى مباركا، سيأتي الأَفتَون من بعدنا ومن بعدك. واذا رأوك محمولا الى قبرك، ستكون أنت سعيدا في الملكوت اذا قال هؤلاء: هذا كان اسقفا قديسا، آمين.

الشـويـفـات

الأحد في السابع من آب أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة مار مخايل في ضهور الشويفات المعروفة باسم “كنيسة المدبّر” بحضور أبناء الرعية. بعد القداس تناول الجميع طعام الفطور في باحة الكنيسة التي انتهت فيها عمليا المرحلة الأولى من أعمال بناء القاعة وترتيب الباحة لاستعمال الموقع لكل المناسبات الرعائية. وكان هذا اليوم ختام أسبوع من النشاطات المختلفة أَحيَتها الرعية بمناسبة عيد التجلّي.

 
Banner