Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 40: الرحمة
العدد 40: الرحمة Print Email
Sunday, 02 October 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 2 تشرين الأول 2011 العدد 40    

الأحد السادس عشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الرحمة

من العظة على الجبل، وهي قاعدة الأخلاق المسيحية، في هذا المقطع يبدأ بالقول: “كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا انتم ايضًا بهم”. الآخر كل شيء لك. يحتاج ان يكون حبيبك. أهو في حاجة الى طعام؟ فاعطه منه. هل هو في حاجة الى تعزية، الى اقتراب منك؟ فمُدَّه بكل ذلك لأنه ينوجد بك.

ليست المسيحية مبادلة عواطف. أحبب بلا انتظار ردّ المحبوب عاطفة مثيلة بعاطفتك. “مجانًا أخذتم (من الرب) مجانًا اعطوا” لإخوتكم البشر. لا تفرّق في العطاء بين من يحبّك ومن لا يحبّك. أمر الله المؤمنين جميعًا بأن يحبوك كما الله يحبّك. يصل الى ذروة المعنى بقوله: “أحبّوا أعداءكم”. اذا عاداك أحد الناس لا تردّ اليه العداء. هو أخطأ أولا الى الله ثم الى نفسه وأنت لا تنتظر منه عاطفة ليس له قدرة ان يعطيها إيّاك. هو المهم في عينيك ولا أهمية لكونه جرحك او هدمك. انت همّك تقدمه الروحي. وأنت تعرف انه سقط في مرض الخطيئة وما يطلبه الله اليك ان ترفعه من هذا السقوط. مصلحته الروحية همّك وليس أن تبقى فوق التعدي. كفاك أنت ان تكون حبيب الله.

 

عِدَاؤه عيّنك طبيبًا له كما ان هذا الجريح على الطريق من أورشليم الى أريحا عيّن الله له طبيبًا وهو السامري الشفوق الذي من غير جنس اليهود ومن غير دينهم وهو في تراثنا صورة المسيح الذي يُعنى بأهل الكنيسة والخارجين عن الكنيسة على السواء. ينبغي ألا يمس قلبك اي حقد او بغض وأن تقيم في قلبك كل من تجدهم في مسيرة حياتك إذ هكذا يسكن الله في قلبك. فإذا لم يسكن فيه يكون قلبك فارغًا لأن الرب هو الحضرة. سعيك ان يصبح قلبك مثل قلب المسيح الذي غفر لقاتليه. مَن أبغضك لا يعرف انه يؤذي نفسه. إذا أحببته قد يحس بأنه يؤذيها.

وينهي متّى هذا المقطع من عظة الجبل بقول يسوع: “فكونوا رحماء كما ان أباكم هو رحيم”. القاعدة هي ان تتمثلوا بالله. هو نموذج سلوككم. هو أب للشاكرين والأشرار ونعمته واحدة لهؤلاء وأولئك وان كانت له أساليب تربوية مختلفة فالله في شدّته ولطفه واحد كما ان كل والد في الدنيا محبّ لولده اللطيف وولده الشرس بالمحبة نفسها ولو اختلف الأسلوب.

الرحمة هي السِعة. في هذا الكلام يأمر السيد ان نعطي من لا يريد عطاءنا، أن نعطي بالسخاء نفسه حسب الحاجة التي نعرفها عند الآخر. ولكن أية كانت الحاجة فأنت حاضن كما ان المرأة تحضن أولادها جميعًا بلا تفريق. ولكن فتش عمن يحتاجون الى رحمتك في أيام ضيقهم ولكل نفس ضيق مختلف. فتّش من الحاجات المختلفة ولبّها. الآن، الآن وليس غدًا لبِّ فيفهم المحتاج انك رسول الله اليه وبك يصير عارفًا لله.

الرحمة وجه من وجوه المحبّة عندما يكون الآخر في وضع خاص. تفهم هذا الوضع. ادخل هذا الوضع وارحم الآخر من داخل نفسك وداخل نفسه فيصبح المعطي والمُعطَى اليه واحدًا في الرب لأنك لا ترحم الا اذا كنتَ مع الرب الذي هو مصدر الرحمة. اذهب ووزّع نفسك على الآخرين حتى لا يبقى فيك الا الحب.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 2 كورنثوس 1:6-10

يا إخوة بما انّا معاونون نطـلب اليكم أن لا تقبلوا نعمـة الله في الباطل لأنه يقـول إني في وقت مقبول استجبتُ لك وفي يوم خلاص أعنتُك. فهوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص. ولسنا نأتي بمعثرة في شيء لئلا يَلْحق الخدمة عيب، بل نُظهر في كل شيء أنفسنا كخدّام الله في صبر كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في جلدات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام، في طهارة، في معرفة، في طول أناةٍ، في رفق، في الروح القدس، في محبة بلا رياء، في كلمة الحق، في قوة الله بأسلحة البر عن اليمين وعن اليسار، بمجد وهوان، بسوء صيت وحسنه، كأنّا مضلّون ونحن صادقون، كأنّا مجهولون ونحن معروفون، كأنّا مائتون وها نحن أحياء، كأنّا مؤدَّبون ولا نُقتل، كأنّا حزانى ونحن فرحون كأنّا فقراء ونحن نُغني كثيرين، كأنّ لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء.

الانجيل: لوقا 31:6-36

قال الرب: كما تريـدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا انتم بهم. فإنكم إن أَحببتم الذين يحبّونكم فأيّة منّة لكم؟ فإن الخطأة ايضا يُحبّون الذين يُحبّـونهم. واذا أَحسنتـم الى الذين يُحسنون إليكم فأيّة منّة لكم؟ فإن الخطأة أيضا هكذا يصنعـون. وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستوفوا منهم فأية منّة لكم؟ فإن الخطأة ايضا يُقرضون الخطـأة لكي يستوفوا منهم المثْل. ولكن أَحبّوا أَعداءكم، وأَحسنوا وأقرضوا غير مؤمّلين شيئا فيكون أجركم كثيـرا وتكونون بني العليّ، فإنه مُنعـم على غير الشاكرين والأشرار. فكونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم.

خلاصة الشريعة والأنبياء

يوجز الربّ يسوع الشريعة الجديدة بما ورد في الآية الشريفة التي يبدأ بها إنجيل اليوم: "كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم" (لوقا 6: 31). ويضيف القدّيس متى الإنجيليّ على هذه الآية حين يـوردها فـي المـوعـظـة عـلـى الـجـبـل: "هـذه هـي خـلاصة الشريعة والأنبياء" (متّى 7: 12). فبعد أن كانت شريعة العهد القديم تقوم على مفهوم "العين بالعين، والسنّ بالسنّ"، أي على مبدإ المبادلة بالمثل، قلب يسوع هذا المفهوم رأسًا على عقب حين قال إنّ المرء يبادر انطلاقًا ممّا يؤمن به، ولا يتصرّف بناءً على ردّة الفعل، بل على الفعل النابع عن قناعة تامّة بصواب مبادئه.

يقول القدّيس أفرام السريانيّ (+373): "وصيّة العين بالعين هي اكتمال العدالة. أمّا وصيّة مَن ضربك على خدّك فحوّل له الآخر فهي اكتمال النعمة". ويتابع أفرام مقارنًا بين شريعتي العهدين القديم والجديد، فيقول: "العهد الأوّل كان البدء، والعهد الثاني هو الكمال. لقد تحوّل مبدأ الضربة بالضربة. فإنْ سعيتَ إلى الكمال، كائنًا مَن كان مَن يضربك، فأدرْ له الآخر". العدالة، وفق تعليم الربّ يسوع، ليست هدفًا يتوقّف عنده المؤمنون، بل المطلوب منهم تجاوز العدالة إلى ما هو أسمى، إلى النعمة والغفران. ليس الكمال في العدالة، إذًا، بل في الاتّكال على نعمة الله.

وفي هذه الطريق يذهب القدّيس إسحق السريانيّ (+700) أيضًا حين يقول: "عندما يضع الإنسان الرحمة قبل العدالة لا يكلَّل بأكاليل تمنحها الشريعة، بل بأكاليل الإنجيل. تأمر الشريعة القديمة بأن يعطي المرءُ الفقيرَ ممّا له، وبأن يكسو العراة، ويحبّ قريبه كنفسه، وتحرّم الظلم والكذب. لكنّ كمال تدبير الإنجيل يأمر بما يلي: مَن سألك أعطه، ومَن أخذ ما هو لك فلا تطالبه به. على المرء أن يأبى الظلم النازل بما هو له بفرح وابتهاج، وأن يبذل حياته لأخيه. هذا هو الإنسان الرحيم". ويسعنا أن نقول بأنّ إسحق، بكلامه هنا، كأنّه يعتبر بأنّ وصيّة "أحبب قريبك كنفسك" لا تكفي، بل على المرء أن يحبّ قريبه أكثر من نفسه.

يلاحظ القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) إنّ الربّ يسوع لم يقل: "عاملوا قريبكم كما تريدون أن يعاملكم الله"، لئلاّ يبرّر الناس تقاعسهم بالقول: "كيف يكون ذلك مستطاعًا؟ هو الله ونحن بشر". لكنّ الربّ قال: "كما تريدون أن يعاملكم رفقاؤكم الخدّام، أظهروا أنتم أنفسكم ذلك لقريبكم". ثمّ يتساءل الذهبيّ الفم قائلاً: "أيّ شيء أسهل من هذا أو أعدل؟". وينهي قدّيسنا تعليقه بالتأكيد على أنّ "الفضيلة هي مطابقة لطبيعتنا، وأنّنا كلّنا نعرف واجباتنا من تلقاء أنفسنا، وأنّ التجاهل مرفوض رفضًا تامًّا".

يذكّر المغبوط أوغسطينُس أسقف هيبّون (+430) قارئه بأنّ الربّ يسوع يعلن في مكان آخر من إنجيل متّى بأنّ الوصيّتين اللتين تقوم عليهما الشريعة كلّها وتعاليم الأنبياء إنّما هما: "أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك، وبكلّ نفسك، وبكلّ عقلك. هذه هي الوصيّة الأولى والعظمى. والوصيّة الثانية مثلها: أحبب قريبك مثلما تحبّ نفسك" (22: 37-40). ثمّ يخلص أوغسطينُس إلى القول بأنّ الآية :"كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم" تجمع الوصيّتين معًا، ويضيف بأنّ يسوع حين أعلن هذه القاعدة الجديدة إنّما كان "يضمّ الوصيّتين إلى مثال واحد، لأنّ كلّ امرئ يرغب في أن يحظى بمحبّة الله والبشر. عندما يُطلب من المرء أن يعامل الآخرين مثلما يريد أن يعاملوه، تعطى له ضمنًا الوصيّة الأخرى: أن يحبّ الله والقريب".

ينهي الربّ يسوع كلامه، وفق إنجيل اليوم، بقوله: "كونوا رحماء كما أنّ أباكم هو رحيم" (لوقا 6: 36). ويرى أوريجانّس (+235) في هذه الآية دعوةً إلى الاقتداء بالله، فيقول: "إنّ الصورة الإلهيّة لا تتّضح سماتها في شبه الجسد الذي يفسد، بل في حصافة النفس، في البرّ، والاعتدال، والشجاعة، والحكمة، والانضباط، وفي جوقة الفضائل كلّها التي تنبع من الله. يكتسب الإنسان هذه الفضائل بالاجتهاد والاقتداء بالله، كما يشير الله في الإنجيل عندما يقول: كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم. وأيضًا: كونوا كاملين، كما أنّ أباكم كامل (متّى 5: 48)".

يعتبر أوغسطينُس أنّ ممارسة الرحمة تتطلّب التخلّي عن الثأر والانتقام، وتجلّي العطف. ويقول إنّ الله ضمّهما في آيته: "اغفروا يُغفر لكم"، ويضيف قائلاً: "ماذا تريد من الربّ؟ رحمةً. أعطوا تُعطوا. ماذا تريد من الربّ؟ عفوًا. أعفوا يُعفَ عنكم". وفي مكان آخر يقول هو نفسه: "أعطوا تُعطوا. أعفوا يُعفَ عنكم. تذكّروا الفقير. ثقوا بالله. تعالوا الآن ننظر إذا كنتم قادرين على إسعاد الفقراء اليوم. أنتم مخازنهم، والله يعطيكم ما تعطونهم إيّاه، ويغفر لكم خطاياكم".

"كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم". هذه الآية هي خلاصة الإنجيل. هي الآية. هي الإنجيل كلّه موجزًا في آية واحدة. ومَن استطاع أن يسلك وفقها يصل إلى ملء قامة المسيح.

من تعليمنا الأرثوذكسي: أومن بالكنيسة

التلميذ: فى إحدى الأمسيات كان زوار في بيتنا وكنت استقبلهم مع أبي. قال أحدهم: أنا أومن بالله وأومن بالمسيح ولا أومن بالكنيسة. تعجبت من كلامه. ماذا يقصد؟

المرشد: بموقفه هذا يجعل الله في السماء بعيدًا عنه. يريح ضميره بقوله انه مؤمن ولا يكلّفه إيمانه شيئًا لأنه يتجاهل ان الله صار بشرًا ومات وقام من اجل خلاصنا. الله يعمل ويُعلن عن نفسه من خلال البشر الخطأة الذين جاء ليخلصهم وهم لا يتوقفون عن تشويه صورته فيهم.

التلميذ: لكن هذا الزائر أضاف قائلا: لماذا أومن بالكنيسة؟ حين اذهب الى الكنيسة ألتقي بأناس يتكلمون بالسوء عن جيرانهم بعد ان يكونوا قد رسموا إشارة الصليب عدة مرات. وكثيرا ما أسمع قصصا عن الكهنة وتصرفاتهم وخلافاتهم. أين المسيح بين هؤلاء؟

المرشد: قلت لك ان المسيح بين الناس الخاطئين. اسمع، لو كنتَ في اورشليم يوم الجمعة العظيمة عندما قدّم بيلاطس المسيح الى الجموع وقد غطّاه الدم والبصاق، لقلتََ انه كان مشوّهًا. كان يحمل على وجهه كل بشاعة العالم. ومع ذلك كان هو فعلا المسيح. وهكذا الحال مع كنيسته. هي مشوهة بكل بصاقنا وحقارتنا وزلاتنا، وبكل خطايا البشر الذين يؤلفونها، وانا وأنت من ضمنهم. المسيح في وسطها فلا تتزعزع. هو قَبِلَ ان يجلس في وسط الخطأة والعشارين والزواني، إذ “ليس الأصحاء بحاجة البى طبيب بل المرضى”. هذا ما قاله الرب يسوع لما انتقده الناس لأنه جلَس ليأكل مع الخطأة. (انجيل متى 9: 10- 12).

التلميذ: لكن الناس يصدقون ما يرون وفي الكنيسة لا يرون الا الأمور السيئة.

المرشد: عندما نقول في دستور الإيمان: “أومن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية” فنحن لا نقول ذلك لأننا نرى بأم العين ما نؤمن به. نحن لسنا بحاجة الى الإيمان لكي نصدّق ما نراه. تذكر ان يسوع قال لتوما: “ألأنك رأيتني آمنتَ؟ طوبى للذين يؤمنون ولم يروا” (يوحنا 20: 20). الصورة السلبية التي نراها في الكنيسة في هذا المكان او ذاك، في هذا العصر او ذاك لا تُظهر حقيقة الكنيسة. ولكي نعـرف ما هي الكنيسـة حقا علينا ان نفهم ما يقوله الرب عنها لا ان نتوقف عند الوضع في هذه الرعية او في تلك الأبرشية وذاك البلد او في هذا العصر او ذاك. بعمل الروح القدس الدائم في الكنيسة، وبالرغم من العثرات التي تأتي من خطايا البشر، تبقى كلمة الله فاعلة. والقديسون الذين نحتفل بأعيادهم كل يوم هم السلسلة الذهبية التي تُظهر فعل الكلمة الالهية.

القديس ديونيسيوس الأريوباغي

عاش القديس ديونيسيوس في أثينا في أيام الرسل. كان عضو من تسعة في الأريوباغ وهي المحكمة العليا للقضايا الجنائية في أثينا. كان ديونيسيوس مثقف جدا يعاشر الفلاسفة والعلماء. لما وصل الرسول بولس الى أثينا في رحلاته التبشيرية دُعي ليتكلّم في الأريوباغوس. وقف بولس وقال: “ايها الأثينيون أراكم كأنكم متدينون كثيرًا لأنني بينما كنت أجتاز وأنظر الى معبوداتكم وجدت ايضًا مذبحا مكتوبًا عليه: لإله مجهول، فالذي تتقونه وانتم تجهلونه هذا انا أنادي لكم به. الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي”. ثم صار يبشرهم كما نقرأ في أعمال الرسل 17: 22- 34 ان الانسان مصنوع على صورة الله وان يسوع المسيح، ابن الله، تجسّد ومات وقام من بين الأموات. لما سمعوا بالقيامة من بين الأموات هزأ اكثر السامعين بالرسول بولس الذي تركهم وانصرف. لكن بعضا منهم تبعوه وآمنوا بكلامه ومنهم ديونيسيوس الأريوباغي وامرأة اسمها دامرس وآخرون معهما منهم القديس ايروثاوس الذي عيّنه بولس ليهتم بالرعية الصغيرة في أثينا وهكذا صار اول مطران علي المدينة. بعد وفاة ايروثاوس صار ديونيسيوس مطران أثينا.

هناك اربعة مؤلفات لاهوتية شهيرة حفظها التراث على انها للقديس ديونيسيوس، لكن العلماء اجمعوا ان هذه الكتابات لا يمكن ان تكون له بل لكاتب مسيحي مجهول عاش في اثينا طويلا في اواخر القرن الخامس الميلادي ونسب كتابته للقديس بسبب أهميته وشهرته. الكتب الاربعة المنسوبة للقديس ديونيسيوس هي “الأسماء الإلهية”، “اللاهوت الصوفي”، “المراتب السماوية” و”المراتب الكنسية”، كلها كتابات لاهوتية ومراجع هامة.

على أيقونة رقاد السيدة والدة الإله نرى الرسل الاثني عشر حولها نرى بجانبهم مطارنة أحدهم القديس ديونيسيوس الأريوباغي مطران أثينا. نعيّد له في الثاني من تشرين الأول.

مكتبة رعيتي

“أوراق خاصة” كتاب جديد للأب إيليا متري صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع. أب يكلّم ابنه كل يوم في مواضيع “خاصة” لأنها تتعلق في حياة العائلة والعلاقات بين أفرادها والأحداث التي تواجههم والتزامهم في الكنيسة وحياتهم في المجتمع. لكن الأوراق هذه “عامة” ايضا لأنها مستندة على الإنجيل وإيماننا الأرثوذكسي وبذا تهم كل القراء، كل الآباء والأبناء. يكلم الاب ايليا ابنه عن حفظ الإيمان، عن الصلاة، عن القداسة، عن الثقافة. يقول له: ان نحب، ان نرعى، ان نغلب العالم. هذه بعض من 25 موضوعا فيها لاهوت وتربية، عبادة وخدمة... عدد الصفحات 170، ثمن النسخة 8000 ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن المطرانية.

الأخبـار

المقر البطريركي في البلمند

استقبل صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق غبطة بطريك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي في دير البلمند يوم الثلاثاء في 20 ايلول بحضور مطارنة من الكنيستين. رحب البطريرك اغناطيوس بالضيف وأكّد على أهمية اللقاءات التي تبعث الإطمئنان في نفوس المواطنين. ورد البطريرك الراعي مؤكدا ان ما يجمعنا هو الإيمان بالله، واننا نحتاج لأن نلتقي ونكون مع شعبنا وندعوه الى الوحدة.

صدر في آخر اللقاء بيان مشترك جاء فيه: ان صاحبا الغبطة عرضا الشؤون التي تهم الكنيستين وشددا على ضرورة السعي الجدّي من اجل تحقيق التعاون الأخوي المثمر بينهما. كما أكدا أهمية التضامن المسيحي-الاسلامي في ما يتعلق بالشأنين الوطني والانساني. ثم تناولا الأوضاع العامة التي تمر بها بلدان المشرق العربي. ورأيا ان المسيحيين بعامة ينظرون الى الدولة، دولة المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية، ضمانًا حقيقيا لمستقبل زاهر وواعد، حيث يحيا الجميع بحرية وكرامة من دون تمييز ديني او طائفي... أضاف البيان ان البطريركين شددا على رفض مقولة “الحماية” لأي فئة كانت ومن اي جهة أتت. فالدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن.

Last Updated on Friday, 23 September 2011 14:15
 
Banner