Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 45: الكاهن وعامّة الشعب
العدد 45: الكاهن وعامّة الشعب Print Email
Sunday, 06 November 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 6 تشرين الثاني 2011 العدد 45    

الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الكاهن وعامّة الشعب

الكاهـن، ولو صار أبًا روحيـًا، واحـدٌ مع كل أفراد رعيّته لأنهم معًا كهنـوت ملـوكيّ وأُمّـة مقـدّسـة كـمـا يقـول بطـرس ولهما معا محبة المسيح. ومن كان أبًا يرعى أبناءه في غيـرة واحدة، ومن كان ابنا يُكـرم أباه ولو عـرف عيـوبـه، ولا مهـرب لمخلوق من العيوب لأننـا جميعـًا بشـر.


 

وحتى تتم هذه العلاقة سليمة لا يطـلب أحد شيئا لنفسه، وخصوصًا لن يُصدم إذا لم يـراعَ. ينبغي ألاّ يقول: “عندي كرامتي”. فإذا لم يُراعها الآخر، فكرامتُك عند الله ولا تنقُص في عـيـنـيـه. فإذا علمت أنك حبيبُ الله، لماذا تفـتـّش عن كـرامة يُبـديها لك مخلـوق. ما أرادك يسوع أن تطلب. أرادك أن تعطي وأن تسأل نفسك إن أنت حفـظت كـرامة الآخـرين.

علاقة الكاهن والمؤمن ذات اتجاهين. صحيح أنـه راعـيـك، ولكـن بـالمـقـابـل أنــت تـهـتــمّ بــه. تُبـادر بالـتـسلـيـم عـليـه، وإنْ كـنـت أُرثـوذكسيـّا مُحـافـظـًا تطلب بـركتـه إذ تـؤمـن أنـه يـنـقـل بـركــة الرب. وإن كنت على شيء مـن اليـُسـر تـُقـوّيه مـاديـًّا دون أن تنتظر مناسبة طـقسـيـّة كـإكليـل أو فـراقِ أحدِ أفـراد عـائـلـتـك.

أَخطاء كثيرة ارتُكِبَت في الماضي لأن الكاهـن مـا قـام بكل واجبـاتـه معـك أو مـع عـائلتـك. أردت أن تُعـاقـبه فتـركـت الكـنـيسـة إلى كنـيـسـة أخرى غير فـاهـم أنـك تـنسلـخ عـن استـقـامـة الـرأي الباقـية بهذا الكاهن أو ذاك. فيمـوت الكاهن وتكـون أنـت وذريّـتـك على درب الخطأ. الحمد لله أن هذا نقص كثيرًا بعد أن اكتشف الآخـرون أنهم إخـوة لنا فلا يخطفـون أحدًا من حظيـرتنـا ولا نخـطـف أحدًا من حظيرتهم.

وإن كان لك شيء على الكاهن فاشكُهُ للمطران، لأنه إذا تحقّق أنه أخطأ يؤدّبه ليس بانفعال ولكن حسب القانون ويُصالحك معه ويُقوّم له سلوكه فتعـود المحبـة بينكما.

أنت راعٍ ومَرعـيّ معـًا. وقـد تكـون أكثـر وعيًا من الكـاهـن فتُرشده إلى الحق وتحضّه على المعـرفـة وعلى محبـة رفـقـائـه الكـهـنـة إن كـان فـي حاجة إلى هذا.

ومن واجبك أن تدفع الكاهن إلى قول حاجاته إلى المطران، فهذا لا يعرف بها كلها، ولا يستطيع، لا سيما إن كان عدد الكهنة كبيرًا. لا تُعط للكاهن مجالا للنميمة أو الانتقاد المرير لأن هذا يؤذي نفسه. ليفتح قلبه لمطرانه الذي ليس عنده حاجة ليتحيّز لأحد الكهنة أو يُهمل، ولكنه بشر ولا يعرف كل شيء. أَعطِ للمطران فرصة ليحبّه.

أَعـطِ لأخيـك المؤمن فـرصة ليحبّ الإكليـروس كي نبقى أُمّة ملوك واحدة. لا تترك مجالاً للثرثرة أو الحقد أو الحزبيّة في الكنيسة. وإذا كانت الرعية منقسمة لأسباب عائلية أو سياسية فالاجتماع الكنسيّ هو الفرصة المُثلى لتوحيد النـاس. وإذا كانت معموديتنا واحدة فعيشنا واحد ويصير عطـاؤنـا واحدًا بنعمـة اللـه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: غلاطية 16:2-20

يـا إخـوة، إذ نـعلم أن الإنـسان لا يُـبـرّر بـأعمال النـاموس بـل إنّـما بـالإيـمان بـيسوع المسيح، آمنَّا نـحن أيـضًا بـيسوع المسيـح لكي نُـبرَّر بـالإيمان بـالمسيح لا بـأعمال الـنـاموس اذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحـدٌ من ذوي الجسد. فإن كنـّا ونـحن طالبـون التبـريـر بالمسيح وُجدنا نـحن أيضًا خطأةً، أفيـكون المسيـحُ إذًا خادمـًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إن عدتُ أبـني ما قد هدمتُ أجـعل نفسي متـعدّيًا، لأنـي بالناموس مُـتُّ للناموس لكي أَحيـا لله. مع المسيـح صُلبتُ فأَحيـا، لا أنا، بـل المسيح يـحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنـا أَحيـاه في إيـمان ابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي.

الانجيل: لوقا 41:8-56

في ذلك الزمان دنا الى يسوع انسان اسمه يايرُس وهو رئيسٌ للمجمع وخرّ عند قدمَي يسوع وطلب اليه أن يدخل الى بيته لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحو اثنتي عشرة سنةً قد أَشرفت على الموت. وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه، وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرة سنةً وكانت قد أنفقت معيشتها كلّها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها. دنت من خلفه ومسّت هُدب ثوبه، وللوقت وقف نزف دمها. فقال يسوع: من لمسني؟ واذ أنكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معلّم انّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: إنه قد لمسني واحد، لأّنّي علمت أّن قوّةً قد خرجت منّي. فلمّا رأتِ المرأة أنها لم تَخفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له وأَخبرت أمام كل الشعب لأيّة علّة لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة. إيمانك أبرأك فاذهبي بسلامٍ. وفيما هو يتكلّم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له: إّن ابنتك قد ماتت فلا تُتـعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابـه قائـلا: لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي. ولما دخـل البيت لم يدع أحدًا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبـيّة وأُمّها. فقال لهم: لا تـبكوا، إنها لم تـمت ولكنها نـائمة. فضحكوا عليـه لعلمهم بأنها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلا: يا صبية قومي. فرجعت روحُها وقامت في الحال، فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.

الرسالة إلى دِيوغْنيطُس

نصّ "الرسالة إلى ديوغنيطُس" يرقى إلى نهاية القرن الثاني (بين العام 190 و200). وهو رسالة دفاعيّة موجّهة إلى شخص وثنيّ مجهول يحتلّ موقعًا مهمًّا في الإمبراطوريّة الرومانيّة اسمه ديوغنيطُس، دوّنها كاتب مسيحيّ مجهول الهويّة يُعرّف عن نفسه بالقول إنّه قد حفظ التقليد الرسوليّ، وإنّه كان مُطيعًا للرسل: "في طاعتي لما تعلّمته من الرسل جعلتُ نفسي معلّمًا للأُمم. أَنقل بدقّة التقليد إلى مَن يجعلون ذواتهم تلاميذ للحقيقة". ويُفيدنا أسلوب كاتب الرسالة بأنّه كان مثقّفًا كبيرًا وضالعًا باللغة اليونانيّة والبلاغة والخطابة، بالإضافة إلى اللاهوت.

تبدأ الرسالة بعرض الأسئلة التي يطلب ديوغنيطُس من صديقه المسيحيّ أن يجيب عليها، وهي: 1) مَن هو إله المسيحيّين، وكيف يجلّه المسيحيّون، ولماذا لا يكترثون للموت، ولماذا لا يأخذون بعبادات اليونانيّين، ولا بعبادات اليهود؟ 2) ماذا يعنون بمحبّتهم للقريب؟ 3) لماذا لم يُعرف إيمانهم إلاّ الآن، لماذا لم يُعرف من قبل؟ ثمّ تنطلق الرسالة بأسلوب فلسفيّ لتبرهن أنّ آلهة الوثنيّين هي مادّيّة صنعتها أيدي البشر ومن الباطل إجلالها. أمّا اليهود فكانوا، بلا شكّ، يعبدون الله الحقيقيّ، لكن عبادة خاطئة، إذ كانوا يقدّمون له ذبائح منقادين إلى "الخرافات"، ومقيّدين حتّى الوسواس بالشريعة وبالعادات السخيفة.

ثمّ تنتقل الرسالة إلى وصف حياة المسيحيّين اليوميّة فيقول: "لا يتميّز المسيحيّون عن سائر الناس لا بالبلد ولا باللغة ولا باللباس. ولا يقطنون مدنًا خاصّة بهم، ولا يستخدمون لغة محلّيّة غير عاديّة. ونمط عيشهم ليس فيه أيّ تمييز... وهم يتوزّعون في المدن اليونانيّة أو البربريّة حسبما قُسم لكلّ منهم. وهم يتكيّفون والعادات المحلّيّة المرعيّة، في ما يخصّ الملبس والمأكل وأسلوب المعيشة، فيما هم يجاهرون بالشرائع الغريبة وغير المألوفة حقًّا الخاصّة بملكوتهم الروحيّ، ويقيمون كلّ في وطنه، ولكن كغرباء مستوطنين، ويؤدّون واجباتهم كاملة كمواطنين، ويتحمّلون كلّ الأعباء كغرباء. فكلّ أرض غريبة هي بمثابة وطن لهم، وكلّ وطن هو بمثابة أرض غريبة". ويختم هذه الفقرة بالقول: "وكما هي النفس بالنسبة إلى الجسد، هكذا هم المسيحيّون بالنسبة إلى العالم".

لا يكتفي الكاتب بوصف واقعيّ للمسيحيّة بل يقود قارئه إلى حيث يستطيع اكتشاف سرّها. فالمسيحيّة "ديانة لا تنتمي إلى العالم لا في أصلها ولا في نهايتها، ولا يسع المعايير الأرضيّة تاليًا أن تفسّرها"، وإنّ حقيقتها لا تُدرك من الخارج بل يدركها فقط الذي يملكها ويعيشها من الداخل. ويؤكّد الكاتب أيضًا أنّ الكنيسة في العالم وليست من العالم في آن واحد، وأنّ المجتمع المسيحيّ آنئذ مجتمع صغير، بلا شكّ، إلاّ إنّه مجتمع شامل ومن صُلب العالم. لذا لا يحقّ للمسيحيّين ان ينعزلوا في غيتوات (في حارات أو أحياء خاصّة بهم). هم ملح الأرض ونور العالم.

ثمّ تشرح الرسالة كيف تفهم المسيحيّة الله القدير خالق الكون، الله الصالح وغير المنظور، منتقدًا تصوّرات الفلاسفة لله بأسلوب ساخر خلاّب. فقد كان تدبير الله منذ الأزل أن يُرسَل الابن ليخلّص الناس من الخطيئة والموت قبل أن يقتنع الإنسان بظلمه ويعترف بأنّه لا يتمكّ، من أن يخلص بذاته: "أدركت البشريّة بخبرتها عجزها الجذريّ عن الحصول على التبرير؛ ويستطيع الإنسان هكذا أن يفهم الضرورة اللازمة لخلاص مجّانيّ". ولا يتوانى الكاتب عن دعوة ديوغنيطس إلى الاهتداء إلى المسيحيّة عبر الإيمان بالله ثمّ بمعرفته والاقتداء به، فيتوجّه إليه قائلاً: "فإذا ما عرفتَ الله، فيا للفرحة التي ستغمر قلبك! كم ستحبّ الذي أحبّك أوّلاً! وإذا ما أحببتَه أمسيتَ مقتديًا بصلاحه، ولا تعجبْ أن يقدر الإنسان على الاقتداء بالله. هو يقدر لأنّ ألله أراد".

وعرض الكاتب لموت الشهداء المسيحيّين الذي يقدّم برهانًا على قدرة الله، يقدّمه الشهداء بشجاعتهم وكرم تضحيتهم: "ألا ترى (يا ديوغنيطُس) كيف يرمون بالمسيحيّين للوحوش كي يرغموهم على نكران السيّد فلا ينغلبون؟ ألا ترى أنّه كلّما كثر الشهداء زاد عدد المسيحيّين؟ فلا يمكن أن تكون هذه البطولات من صنع الإنسان. إنّها ناتجة عن قدرة الله، إنّها البرهان على مجيئه". ويتابع في هذا السياق قائلاً: "لسوف تحبّ وتعجب ممّن يتعذّبون لأنّهم لا يريدون أن ينكروا الله. عندما تعلم ما هي الحياة الحقيقيّة، عندها تحتقر ما نسمّيه، على هذه الأرض، الموت".

"الرسالة إلى ديوغنيطُس" رسالة عمرها ألف وثمانمائة سنة، لكنّهـا تخاطب أيضًا مسيحيّي هذه الأيّام، كما خاطبت آباءهم وأجدادهم عبر التاريخ. فالمسيحيّون الأوّلون، وفق الرسالة، عاشوا بحسب مقتضيات الإنجيل، وسلكوا دروب الربّ مقتدين به وبقدّيسيه، ولم يخافوا من الاستشهاد وتقديم أنفسهم قرابين في سبيل الإيمان والكنيسة. وفي الظروف التي تمرّ بها منطقتنا نحن مدعوون إلى التشبّه بالمسيحيّين الذين عاصروا زمن تدوين "الرسالة إلى ديوغنيطس"، فنحفظ الأمانة ونشهد للربّ حيث شاء لنا أن نولد ونكون ونبقى.


درس في التواضُع

يُحكى عن الراهب ميتروفانّيس أنه، بعد أن تخلّى عن كل مجد هذه الأرض، قصد دير القديس بولس في جبل آثوس، وهو بعدُ علمانيّ، فوهب ما كان له مِن ثروةٍ للدير، وترهّب فيه، ومكث فيه عشرات من السنين حتى رقاده في تسعينات القرن العشرين. اللافت في حياة هذا الراهب بلوغه درجةً رفيعةً من التواضُع جعلته مضرب المثل عند الحديث عن هذه الفضيلة اللامعة. ومِن القصص التي تحكي تواضُعه أنّ الحجّاج الذين كانوا يزورون الدير ويطلبون بركة هذا الراهب وصلاته، حين يُبادرونه بالسؤال عن عدد السنين الطويلة التي قضاها في الدير، كان يُجيب: "اسألوا الأب رئيس الدير. هو يعرف". وحين يسألونه: "مِن أين أنت؟ ومن أية مدينةٍ تأتي؟"، كان جوابه الدائم: "يا ربّي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ".

الأخبار

عيد القديس ديمتريوس

احتفلت رعية القديس ديمتريوس الناشئة في الذوق بعيد شفيعها. أُقيم القداس الإلهي مساء الثلاثاء 25 تشرين الثاني في مقرّ الرعية المؤقت في دير البشارة للراهبات الباسيليات الشويريات بحضور العديد من سكان المنطقة. وبعد القداس اشترك الجميع في مائدة محبة في أحد المطاعم المجاورة. كما أقامت رعية البترون سهرانية في كنيسة القديس جاورجيوس عشية العيد اشترك فيها كهنة الرعايا المجاورة وجمع من المؤمنين.

بيان المجمع الأنطاكي المقدّس

بدعوة من صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع وبرئاسته، عقد المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي دورته العادية في المقرّ البطريركي في دير سيدة البلمند بين 25 و27 تشرين الأول 2011. وقد حضر المجمع 15 من مطارنة الأبرشيات. جاء في البيان الذي صدر في نهاية أعمال المجمع:

تنعقد الدورة الحالية للمجمع الأنطاكي المقدّس في ظروف دقيقة تمرّ بها بلدان الكرسي الأنطاكي وبلدان المشرق العربي، ولاسيما سوريا ولبنان، حيث الأرثوذكس الأكثر عددًا بين المسيحيين.

بدأ المجمع بكلمة ترحيبية من صاحب الغبطة شدّد فيها على أهمية وحدة الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية في لبنان وسوريا والمشرق وبلاد الانتشار، وعلى أولوية العمل من أجل تقديم أجوبة شافية لأبنائها الذين يواجهون، مع شركائهم في المواطنة، مشكلات وتحدّيات عديدة...

... ومن منطلق كون الكنيسة الأرثوذكسية حاضرة في هذه البلاد منذ انتشار البشارة المسيحية، واستنادًا إلى الدور الطليعيّ الذي أدّاه الأرثوذكسيون عبر العصور من أجل نهضة بلادهم وطنيًا وحضاريًا، يدعو الآباء أبناءهم الأرثوذكسيين إلى المساهمة الفعّالة في ابتكار الحلول الناجعة للخروج من الأزمة وولوج طريق الازدهار والتقدّم لأوطانهم.

توقّف آباء المجمع المقدس عند ظاهرة المتغيّرات السياسية التي تجتاح المنطقة، طالبين من الله أن يُلهم القيّمين على مصير دول المنطقة لكي يتخذوا القرارات الصائبة التي من شأنها تخفيف أوجاع المواطنين، وتيسير ظروف حياتهم، وتأمين مستقبل زاهر لأبنائهم. وفي هذا الصدد أكد المجمع العمل بثقة ورجاء من أجل إحلال السلام والعدالة الاجتماعية وبناء دولة المواطنة على قاعدة مساواة الجميع في الحقوق والواجبات، وفي ظل قانون واحد يخضع له كل أبناء الوطن من دون تمييز، وتمسّك أبناء الطائفة الأرثوذكسية بديارهم عبر التكافل الكنسيّ والاجتماعيّ بين رعايا الوطن والمهجر.

كما درس المجمع موضوعات داخلية ومنها:

  1. الأنظمة الداخلية في الكرسي الأنطاكي، وتأكيد ضرورة أن تستلهم هذه الأنظمة مبدأ وحدة الشعب، الذي يلتفّ بالأسرار حول رعاته، ليُقدّموا خدمة مرضية لله، والتذكير بضرورة تنفيذ هذه الأنظمة التي هدفها الأساس تأمين فرص شراكة المؤمنين جميعًا، كلّ حسب ما أُعطي من مواهب، فيتسنّى بذلك للجميع المساهمة في التخطيط للعمل الكنسيّ والانخراط فيه وتحمّل المسؤوليات.
  2. الوضع الرعائيّ وضرورة تنظيمه: فالتطوّرات التي يشهدها العالم على الصعد التقنية تُحتّم على الكنيسة اتخاذ مواقف جديدة من مسألة الرعاية، فتتعدّى الأشكال المعهودة وتتبنّى وسائل متطوّرة تساعد المؤمنين على تأمين العيش الكريم، وتوظيف طاقاتهم في الحياة العامة. في هذا السياق، قد يشكّل إنشاء مؤسسات إنتاجية أحد السبل الرعائية التي تُجذّر أبناء الطائفة في أرضهم، وكذلك بإمكان مؤسسات تربوية واجتماعية، قائمة والتي قد تُنشأ، أن تؤمّن، إلى جانب فرص العمل، مساحات تشهد فيها الكنيسة لخصوصية خدمتها للعالم ومحبّتها له.
  3. واقع الإعلام الكنسيّ: لا بد أن يلعب الإعلام دورًا هامًا ومحوريًا في ترسيخ التفاعل والتشارك بين الكنيسة والعالم. ولكي يكون الإعلام تفاعليًا، عليه أن يفسح في المجال للتواصل من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع وما يتمخّض به مجتمع اليوم من أفكار وطروحات تهمّ مستقبل الجميع. كما أن للإعلام الكنسيّ مهمّة بناء جسور تواصُل في الوطن الواحد وبين مجتمعات الأوطان المختلفة التي تُكوّن البُعد الأنطاكي. لذلك أكّد آباء المجمع على الدور الجامع للإعلام الكنسيّ، وعلى أهمية مبادرة الكنيسة في الاستجابة لحاجات الرعية والمجتمع.

وفي الختام تمنّى المجمع لقادة وشعوب المشرق العربي أن يعملوا معًا لتأمين الاستقرار والحرية والمستقبل الواعد لهذه المنطقة، كما تمنّوا أن تلعب الطائفة الأرثوذكسية دورها الفاعل في هذا المجال.

Last Updated on Friday, 28 October 2011 16:32
 
Banner