Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2019 العدد ٤٤: لباس الوداعة بخيطان الرجاء
العدد ٤٤: لباس الوداعة بخيطان الرجاء Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 03 November 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٣ تشرين الثاني  ٢٠١٩ العدد ٤٤ 

الأحد العشرون بعد العنصرة

تجديد هيكل القدّيس جاورجيوس في اللدّ

logo raiat web

كلمة الراعي

لباس الوداعة بخيطان الرجاء

4419 تطالع مثل الغنيّ ولعازر فلا تعرف لك مكانًا بينهما. فلباس الغنيّ جميل ومتناسق ومنسجم مع الأجواء التي يشتهيها مروّجو مجتمع الاستهلاك وخادموه. فهو يغريك بالراحة والمتعة والمنظر اللائق؛ يدغدغ فيك حسّ الجمال والقدرة والإمكانيّات الفريدة. لربّما يقصي عنك الشعور بالنقص أو الحرمان أو حتّى التحسّس بهما في الواقع، فهو يغدق عليك من كلّ حدب الشعور بالامتلاء والرضى والسعادة، أو الدنوّ منه كثيرًا. تدخل في عمليّة تصنيف لاواعٍ لمعشرك والأنشطة التي تناسبك، بحيث تحيط نفسك بمناخ يكسبك التقدير والإعجاب والاقتدار. لربّما يخلق لديك اشمئزازًا وقرفًا ممّن ليسوا على مستواك (وأقصد الاستهلاكيّ)، فتقصيهم من وجودك واهتمامك. هذه حكاية «إنسان غنيّ كان يلبس الأرجوان والبزّ وهو يتنعّم كلّ يوم مترفّهًا» (لوقا ١٦: ١٩).

 

انظروا إلى هذا الغنيّ: هذا هو اللباس الفاخر البرّاق الذي لبسه؛ هذه هي العين التي تدرّبت على ملاحظة خيرات هذا العالم وفتنتها وتسعى إلى اقتنائها؛ هذا هو القلب اللاهث وراء مشاعر جديدة ومثيرة لا تدوم حتّى تعطي المكان لغيرها؛ وهذه هي الأذن التي تستلطف الكلام المعسول والمادح. باختصار، إنّها صورة إنسان حنى رأسه إلى أسفل، إلى الأرض، ولباسه ترابيّ. ولأنّه من التراب، لم يتميّز بشيء، فالمثل لا يورد له اسمًا على الإطلاق.

في المقابل، يصدمك واقع يلفظه مجتمع الاستهلاك كقمامة، فهو يناقض الصورة التي يسوّقها عن العيش الرغيد، والسعادة الدائمة، والنجاح المستمرّ والمتعاظم، وتحقيق للذات على صورة مَن يصوّرهم، باحتراف، «نجومًا». فالصورة المعاكسة باتت مألوفة في عالمنا اليوم، خصوصًا في المدن الكبرى، صورة «مسكين ... (مطروح عند باب مجتمع الاستهلاك)، مضروب بالقروح، ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة (مَن لباسهم فاخر)، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه» (لوقا ١٦: ٢٠).

انظروا الآن إلى هذا الفقير: لباس مهترئ للغاية. إنّه محتقر، مرذول، وحيد، جائع، لا حول له ولا قوّة. شهوته الوحيدة هو أن تلبّى حاجته الأساسيّة للوجود البيولوجيّ: «ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنيّ» (لوقا ١٦: ٢١). لربّما تقول عنه إنّه إنسان بائس، لكنّ تفصيلًا صغيرًا للغاية يجعلك تتمالك نفسك فتعيد النظر: «كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه» (لوقا ١٦: ٢١). إنّها وداعته بإزاء الكلاب وفي محيطه المتجاهل له. تفهم ساعتها ماذا يعتمل قلبه، وأين هي نظراته، وكيف كان ذهنه صاحيًا. اسمه فضحه. هو «لعازر»، أي الذي الله إزره، أو مَن وضع رجاءه في الله. هذا اجتاز العالم الحاضر إلى الآتي فجلس في «حضن إبراهيم» (لوقا ١٦: ٢٢). لباسه لباس الوداعة الذي حيك بخيطان الرجاء. انتصر على الاحتقار والتجاهل، غلب الضغينة، لجم الغضب، أشاح النظر عن الإدانة. تنذهل أمام هذا الإنسان: فهو لم يغرق مثل بطرس في المشي على المياه (متّى ١٤: ٣٠). فقد ثبّت القلب والعقل والروح في الربّ، المعتني بكلّ تفاصيل الحياة.

الأوّل لم يبحث عن تعزية حقيقيّة في هذه الحياة فافتقر إليها في الآتية، بينما الثاني احتضنها ههنا فعظُمت فيه هناك. هذا ما أشار إليه إبراهيم: «يا ابني، أُذكرْ أنكّ استوفيتَ خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزّى وأنت تتعذّب. وفوق هذا كلّه بيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبِتت حتّى إنّ الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا» (لوقا ١٦: ٢٥-٢٦). فأيّ لباس هو لباسنا؟ أيًّا منهما نخيط ههنا لنلبسه هناك؟ نتذكّر ساعتها حكمة بولس الرسول: «فإنّ الذي يزرعه الإنسان إيّاه يحصد أيضًا. لأنّ مَن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادًا، ومَن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبديّة. فلا نفشل في عمل الخير لأنّنا سنحصد في وقته إن كنّا لا نكلّ» (غلاطية ٦: ٧-٩). هل يكفي هذا لنبدأ ونثابر في عمليّة خياطة لباسنا بخيوط الكلمة الإلهيّة؟ هل يكفينا حنان الله هذا، الـمُعلَن في المثل، ليفتننا ويجذبنا خلفه، فنفلت من براثن الغواية والفتنة التي يمارسها علينا مجتمع الاستهلاك؟ هلّا اتّخذنا لعازر مثالًا؟

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ١: ١١-١٩

يا إخوة، أُعلمكم أنّ الإنجيل الذي بَشّرتُ به ليس بحسب الإنسان لأنّي لم أَتسلّمه وأَتعلّمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح. فإنّكم قد سمعتم بسيرتي قديمًا في ملّة اليهود أنّي كنتُ أَضطهدُ كنيسة الله بإفراط وأُدمّرها، وأَزيد تقدّمًا في ملّة اليهود على كثيرين من أَترابي في جنسي بكوني أَوفر منهم غيرةً على تقليدات آبائي. فلمّا ارتضى الله الذي أَفرزني من جوف أُمّي ودعاني بنعمته أن يُعلن ابنه فيّ لأُبشّر به بين الأُمم، لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم، ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقتُ إلى ديار العرب، وبعد ذلك رجعتُ إلى دمشق. ثمّ إنّي بعد ثلاث سنين صعدتُ إلى أورشليم لأَزور بطرس فأقمتُ عنده خمسة عشر يومًا، ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الربّ.

 

الإنجيل: لوقا ١٦: ١٩-٣١

قال الربّ: كان إنسان يلبس الأُرجوان والبزّ ويتنعّم كلّ يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثمّ مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغنيّ أيضًا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: با أبت إبراهيم ارحمني وأرسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي  معذّب في هذا اللهيب. فقال: إبراهيـم: تذكّـرْ با ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتّى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبُروا إلينا. فقال: أَسألُك إذًا يا أبتِ أن تُرسله الى بيت أبي، فإنّ لـي خمسة إخـوةٍ حتّى يشهـد لهـم كـيلا يأتـوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبت إبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنّهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يُصدّقونه.

 

«أعطوا ما لقيصر لقيصر؛ وما لله لله»

إذا عدنا إلى الكتابات المسيحيّة في القرن الثاني نجد كتابًا يُعرف باسم «الرسالة إلى ذيوغنتيس». ورغم اختلاف النظريات حول هويّة الكاتب إلّا أنّ هذا لا ينفي اتّفاق البحّاثة حول أهمّيّة النصّ وجمال مضمونه. يتطرّق النصّ إلى مواضيع عديدة لا مجال لذكرها هنا. ما يهمّنا اليوم هو ذكر سموّ علاقة المسيحيّ بالدولة فنقرأ: «لا وطن، ولا لغة، ولا عادات تميّز المسيحيّين عن غيرهم من سائر البشر. لا يقطنون مدنًا خاصّة ولا ينفردون بلهجة غير مألوفة ولا يمارسون أيّ شيء فريد أو غريب في حياتهم. وتعليمهم لم يكتشف بواسطة عقل وذكاء أناس مشغولين بالفكر، وهم لا يدافعون مثل باقي الناس عن أيّ تعليم بشريّ. وبينما هم يعيشون في المدن اليونانيّة (الأمبراطوريّة) أو في المدن البربريّة (خارج الأمبراطوريّة) وفقًا لظروف كلّ منهم إلّا أنّهم يتبعون عادات البلاد التي يعيشون فيها، في الملبس، المأكل، وكلّ ما يخصّ الحياة، إلّا أنّهم يظهرون بحياتهم وبأعمالهم ما في انتمائهم الروحيّ من سموّ. إنّهم يقيمون في مواطنهم، ولكن كما لو كانوا غرباء؛ إنّهم يشتركون في كلّ شيء كمواطنين، ويتحمّلون كلّ الأعباء كغرباء؛ كلّ أرض غريبة هي موطنهم؛ وكلّ وطن هو أرض غريبة... إنّهم في الجسد، ولكنّهم لا يعيشون بحسب الجسد. إنّهم يقضون أيّام حياتهم على الأرض، ولكنّهم يحملون جنسيّة السماء. إنّهم يطيعون القوانين المستقرّة، لكنّ حياتهم الخاصّة تذهب إلى ما هو أبعد من تلك القوانين. إنّهم يحبّون الجميع، ويُضطهدون من الجميع...».

يظهر جليًّا للقارىء أنّ الكنيسة لم تكن ولن تكون مؤسّسةً سياسيّةً. لا بل لا تنتمي ويجب ألاّ تنتمي إلى أيّ حزبٍ ولا إلى أيّ تيّارٍ سياسيٍّ مهما كانت أهدافه. والحديث عن «بلدٍ مسيحيّ» هو خاطئ ولا صلة له بالمسيحيّة. والسبب بسيط جدًّا، فالكنيسة هي ملكوت الله والمسيحيّون هم حملةُ جنسيّةِ السماء. وهدف الكنيسة تقديسُ العالم أجمع بالحبّ الإلهيّ وبسط سلطان محبّة الله للعالم لا بسط السلطة على العالم باسم الله. ووسائل الله في الحكم في ملكوته غير وسائل قيصر في بسط سلطانه. جغرافيا الله هي قلوب محبّيه وعابرة للحدود، أمّا جغرافيا البلدان فهي محدودة ومحدّدة.

ولكن هل يتعارض انتماؤنا إلى السماء مع هموم العالم وأزماته، أكان على الصعيد الوطنيّ أم العالميّ؟ هل يعني كوننا أبناء الملكوت أن نقف موقف المتفرّج أمام مآسي الناس، ووجعهم، وجوعهم؟ هل يكون التزام هموم الأرض خيانةً لشؤون السماء؟ لا، شرط ألّا ينسّينا العالمُ هدفَنا المسيحيّ. فالمؤمن يجب عليه أن يشهد للحقّ ويكافح من أجل إحقاق العدالة لا لنفسه بل للآخر بالدرجة الأولى. والآباء المدافعون في القرنين الثاني والثالث كتبوا دفاعاتٍ جريئة جدًّا ضدّ الأمبراطور والسلطات الحاكمة تفنّد الافتراءات ضدّ المسيحيّين المطالبين بالعدالة ورفع الظلم عنهم. ولكن هذا تمّ بالوسائل السلميّة الأدبيّة لا بالفوضى والحروب. أن تكون مسيحيًّا لا يعني أن تكون خنوعًا، بل بالعكس من واجبك إظهار الحقّ والشهادة له في وجه الباطل. كيف لا والمسيح نفسه عندما لطمه خادم رئيس الكهنة قال: «ولمّا قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفًا، قائلاً: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة؟ أجابه يسوع: إن كنت قد تكلّمت رديًّا فاشهد على الرديّ، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟» (يوحنّا ١٨: ٢٢-٢٣).

وقول المسيح: «أعطوا ما لقيصر لقيصر؛ وما لله لله» (مرقس ١٢ : ١٧) يُظهر بوضوح لا لبس فيه أنّ هناك واجبًا معيّنًا لمواطنتنا على الأرض لا تتعارض مع حَملنا هويّتنا السماويّة. وعلى المسيحيّ أن يشهد للحقّ وأن يكون نورًا في عتمات المجتمع، ليرى الناس أعماله الحسنة فيمجدوا الله الذي يعبده. وتاليًا تكون هذه الشهادة لمجد الله لا لمجدٍ دنيويٍّ. بهذا يصبح من واجب المسيحيّ السعي إلى إحقاق العدالة الاجتماعيّة. ولكن على المرء التنبّه إلى أنّ هناك فرقًا بين العمل السياسيّ والعمل الوطنيّ، أي أنّ الكلّ مدعوّ إلى العمل الاجتماعيّ وإحقاق العدالة ولكن ليست الدعوة إلى الانخراط السياسيّ. والفرق شاسع بين الاثنتين. إذ بإمكان المؤمن أن يكون ناشطًا اجتماعيًّا من دون أن يكون منتميًا إلى أيّ حزبٍ. فالأوّل عمله ينبع من إيمانه المسيحيّ والثاني من مبادئه الحزبيّة أو السياسيّة. الكنيسة لا تمنع المؤمن من العمل السياسيّ، ولكن عليه أن يعي أنّه لا يحقّ له أن يحتمي بالدين من أجل تغطية نشاطه السياسيّ. فيجب ألاّ يُسيّسَ الدين وألاّ تُديّن السياسة.

وعلى الكنيسة أن تشدّد على إعلاء صوت الحقّ، وصوت إخوة يسوع الفقراء، وصوت المهمّشين، أكثر من غيرها وفي أيّ وطنٍ وجدت فيه، حتّى يتساوى الجميع أمام القانون. وفي الوقت عينه عليها ألّا تنزلق في وحول السياسة والتحالفات. فالكنيسة لها وجهٌ واحد هو وجهُ المسيح. أمّا السياسة فنعلم أنّها متعدّدة الوجوه بسبب تعدّد المصالح. السياسة عندها ثقافة الوجوه المتلوّنة. ومتى دخلت الكنيسة في لعبة دعم نظامٍ أو حكمٍ أو حاكمٍ بطُلت كنيسة. لأنّها تعلم أنّ الاتّكال على الله خيرٌ من الاتّكال على الرؤساء (مزمور ١١٨: ٩).

أخيرًا، الكنيسةُ تمنعُ فقط إكليروسَها من العمل السياسيّ. فمن لبس عباءة الكهنوت الجامعة للكلّ لا يمكنه أن يلبس عباءة قيصر السياسيّة، التي أظهرت الخبرة أنّها مُقسِّمة ومفرِّقة. لهذا يجب أن تبقى الكنيسة خارج أطر كلّ «قيصر» ليبقى «ما لقيصر لقيصر وما لله لله».

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: نتعلّم من يسوع

التلميذ: لمّا كنّا في الاجتماع قال لنا المسؤول عن فرقتنا إنّه علينا أن نتمثّل بيسوع المسيح في كلّ شيء. أريد أن أتعلّم من يسوع هل تساعدني؟

المرشد: طبعًا. لتتعلّم من يسوع عليك أوّلاً أن تتعرّف إليه: ماذا قال وكيف تصرّف. أين يا تُرى يمكنك أن تجد أقواله وأفعاله؟

التلميذ: في الإنجيل. أنا أصغي كلّ أحد إلى الإنجيل الذي يُقرأ في الكنيسة.

المرشد: هذا جيّد لكنّه لا يكفي. المطلوب أن نقرأ الأناجيل الأربعة. خصّص وقتًا كلّ يوم لقراءة مقطع من الإنجيل. كما يمكنكم قراءة مقطع كلّما اجتمعتم في الفرقة. بعد أن تفهم النصّ اسأل نفسك: كيف أعيش وفقًا لما يقوله يسوع أو أتصرّف مثلما تصرّف يسوع؟

التلميذ: هل تعطيني بعض الأمثلة؟

المرشد: أهمّ شيء أنّ يسوع ينطلق نحو الناس يكلّمهم، يحبّهم، يتحنّن عليهم، يشفي المرضى، يطعم الجياع. يمكننا أن نتمثّل به إذا حاولنا أن نتصرّف كما أوصانا في الموعظة على الجبل (إنجيل متّى ٥، ٦، ٧): أن نحبّ الناس ونغفر لهم، ألّا ندين الآخرين... نتعلّم أيضًا من إنجيل الدينونة (متّى ٢٥: ٣١-٤٦) حيث قال: أطعموا الجياع، اسقوا العطاش، زوروا المرضى والحزانى والمسجونين، اقبلوا الغريب...

التلميذ: كيف نزور المرضى؟

المرشد: زيارات المرضى عمل شفاء. مجرّد وجود شخص آخر قرب المريض شفاء بحدّ ذاته للمريض وللذي يزور المريض. أهمّ شيء على الإطلاق هو أنّ الزائر والمريض الذي يزوره يصبحان كلاهما مسيحًا أحدهما للآخر. هنا تأخذ عبارة «كلّ ما فعلتموه لأحد هؤلاء الصغار فبي فعلتم»، معنى جديدًا لأنّنا عندما نكون الزائر فنحن كأنّنا المسيح وعندما نكون المريض نكون المسيح أيضًا. أقترح أن تفكّروا معًا بهذه الأمور في فرقتكم.

 

البوشريّة

الأحد ٢٠ تشرين الأوّل ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان في البوشريّة. في العظة، شرح المطران سلوان إنجيل شفاء الممسوس، وبيّن العاملَين الأساسيّين اللذين يتحكّمان في الفوضى الداخليّة والخارجيّة في حياة الإنسان: مخافة الله، لكونه مرجعيّة كلّ شيء في الحياة، من جهة، والمسؤولية المترتّبة على الوكالة المعطاة من الله للإنسان في الأرض، وما يستتبعه الأمر من محاسبة. بعد القدّاس الإلهيّ، كان لقاء مع الرعيّة في القاعة حيث فتح راعي الأبرشيّة موضوع الحراك المدنيّ القائم في لبنان، واستمع إلى آراء الحاضرين، وعمل على تقويمها وتفنيدها والفصل بين القمح والزؤان منها، بحيث تعود بالفائدة على الوعي والتضامن وتضافرهما معًا في بحث شؤون الوطن والشأن العامّ، وكيفيّة تحصين الموقف الداخليّ والوطنيّ.

 
Banner