Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Homilies Eulogies الدكتور ميشال خوري
الدكتور ميشال خوري Print Email
Tuesday, 07 June 2011 00:00
Share

عظة المطران جورج في دفن الدكتور ميشال خوري    

نهار الاثنين 6 حزيران 2011، في كنيسة سيدة البشارة، الأشرفية

إذا أردتَ أن تختزل بكلمة واحدة سيرة ميشال خوري لقلتَ إنه كان رجلا بارا. أي بات يتربى من الإنجيل، يأتي من كلماته، يحاول أن يتكون منها ليسطع ربه منه وهو ساكن في الخفاء وأعماله تحكيه علانية.

هذا ما استلمناه منه منذ البدء. في الجماعة التي كنّاها منذ سبعين سنة كنا نلتفت إلى ميشال على أنه يحمل الأمانة،يجيء من هذا التراث الذي حمله لنا الأوائل وكان يغرينا بهذا الصمود، والصمود شهادة وتصدر الشهادة منه بلا مشقة وإعياء. من أين تأتي الشهادة إلا من الروح القدس الباثِّ نفسه في الذات في كل مراحل وجودها.هي أمانة الروح لنفسه، هي استمراره في المؤمنين ليؤكد وجه الله ووهجه ويتعالى ونسجد ونرى مجده معطى للمؤمنين فنرث الله منهم فنعود اليه بعد ان نتقدس من الإخوة وتتألف، اذ ذاك، حلقة المقدسين في وحدة وجوه.

واذا كان الرب هو هو في العطاء لحظة تلو لحظة فالمؤمن المتشدد به هو كذلك لأن الله أمين والمؤمن يشاهد ذلك فيصبح مطيعا. فإخلاص المؤمن بالخفاء يظهر الله الذي يبقى الألف والياء والبداءة والنهاية.

والله قادر أن يظهر بالصمت، بالتواضع، بالخدمة وبهذه جميعا جعل ميشال خادما له. تذكروا قول الرسول عن المسيح: “انه اخلى ذاته واتخذ صورة العبد” ما جعلنا نشهد ان يسوع المسيح هو الرب تمجيدا لله الآب. هذه هي الصورة المثلى عن الرب المبارك في الكتاب العزيز وقد أعطي ميشال ان يتقرب من هذه الصورة ليؤكد المسيح نفسه فيه فيسمو عزيزنا من بعد انسحاق لينال الإكليل المعدّ له في الحب الإلهي.

هذه الفضائل كنا نرافقها من هذا الزمان الطويل ونحن نتحدى الاعوجاج لكون المسيح يريد كنيسته على الاستقامة وما كان يبدو من انحراف قابله ميشال على وداعته بغضب لم يتجاوزه فيه أحد منا. والغضب المقدس لا تعلوه حماسة عند الذين يرجون اغتسال الكنيسة بالماء والروح. قبضة من الشباب أطاعت التماسا لمحبة يسوع تتجدد بها شرطا لتجديد الآخرين. آمن ميشال بهذا وجعلت أمّه العظيمة بيتها لاستقبال الكلمة ولعلنا بسبب مريانا الخوري وأولادها كنا نتحسس حقيقة ما قاله الكتاب “ودعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية أولا”.

كان ميشال من الشباب الذين جمعهم اللهب الروحي لتجديد الإنسان في كنيسة انطاكية بالروح القدس. هؤلاء كانت جدتهم انهم رأوا الانحدار في جهل الكلمة والبعد عن الأسرار المقدسة فرفعوا راية المعرفة والتقديس للشخص والجماعة والسعي إلى تكوين الأمة المقدسة بالتشديد على الكهنوت الملوكي وإبراز الأسقف في هذه الأمة المقدسة باكتشافها انه حيث يكون الأسقف تكون الكنيسة. هذه العصبة الصغيرة حاولت ات تحمل الحياة مأخوذة من كنيسة الله وآبائها ولكنها تجدد اللغة والأسلوب في ائتلافها مع محبي المسيح.

لم نكن يوما كنيسة ضمن الكنيسة لئلا ترمى خارج الحق فتجف وكانت تحاول دائما الإخلاص الصادق للرئاسة الروحية وساعدها على ذلك انكبابها على الإنجيل وتناول جسد الرب. ان هذا التناول الذي أصبح الآن عميما هو الذي ينقذ شعبنا اليوم من الموت وهو الذي يجعلنا محبين لكل من أحب يسوع المسيح في كنيستنا وخارج كنيستنا وصارت كنيسة البشارة التي نحن فيها اليوم حاضنة لهذا الحب الذي جمعنا ونكمل هذا الحب في هذه الجنازة التي يرئسها ملاك بيروت المطران الياس في حيويته وعمق إيمانه.

هذه المعية التي حملت جيل ميشال خوري نرجو استمرارها صورة للمعية الكنسية كلها ليتمجد الآب بالابن ويتمجد الابن بالذين سكب حنانه عليهم سبعة عقود متتالية.

هذه المعية المقدسة ظهرت في إنسانية الطب الذي مارسه الدكتور ميشال خوري. المرضى كانوا إخوته لأنهم إخوة المسيح الصغار. ما كان ميشال طبيبا محترفا وحسب ولكنه كان أبا للمصابة أجسادهم. افتقاده لهم بحنان يسوع كان لهم الدواء الآخر ولعله الأهم. وهذا أيضا من صموده وصبره وإخلاصه. الى هذا عاش أخوّة طيبة مع الأطباء المؤمنين الذين عرفوا ان الطبيب الأول هو يسوع المسيح وكل منهم كان يد المخلص شافيا من سقطات الروح والجسد.

وان نسيتُ كل شيء في مسيرة هذا الحبيب كيف أنسى حياته العائلية المطيبة بنعمة الروح وعنايته بها مع زوجته التي عاشت معه حياة واحدة مكرسة لأولادهما تحت راية السيد بالسعي الدؤوب الى الحقيقة التي هي وحدها نورانيتنا.

هذا المسجى في حضرة والدة الإله صاحبة هذه البيعة يحملنا معه وعدا بالملكوت الذي نُقل اليه هذا الحبيب. والملكوت يعاش على الأرض كما التمسته هذه العائلة التي أرادت لنفسها التقديس والشهادة.

لذلك كنا اليوم مقيمين في الفصح الأبدي الذي يذوقه ميشال في كل لحظة من لحظات حياتنا بناء على قول المعلم: “ملكوت الله في داخلكم”. هذا إرث ميشال خوري لنا اليوم. لهذا أردد لهذا الصديق قول المعلم: “كنت أمينا على القليل سأقيمك أمينا على الكثير، ادخل فرح ربك”. سنكون قياميين يا ميشال مثلما كنت أو نسعى. سننتظر العنصرة التي حلت عليك. اطلب في السماء ألا تنقطع عنّا لأن دونها الموت. سنذكر قول الذهبي الفم: “ليس ميت في القبور”.

اذهب يا ميشال إلى مثواك. ليس مثواك الأرض. هو ملكوت المحبة. ألا قواك فيها وأنت سائر وراء الله أو في الله. ونحن نحاول ان نتبع حسناتك وذكرك سيدوم في الذبيحة الإلهية والقلب. هذه تعزيتنا وهذا مرادك. ألا كان الله رفيقك ورفيقا بك إلى ان نلتقي في يوم القيامة.

Last Updated on Saturday, 10 September 2011 11:02
 
Banner